أقدم مواطن ضرير وعاجز من رجليه بإعاقة تفوق 65 بالمائة على إضرام النار في جسده رفقة ولديه التوأم أمام مقر ولاية المسيلة يوم الأربعاء الماضي، احتجاجا منه على قطع مؤسسة ''سونلغاز'' للتيار الكهربائي عن منزله، رغم تسديده لفاتورة المستحقات حسبه. وقد قام المعني باصطحاب ابنيه التوأم مع كمية من البنزين إلى مقر الولاية للقيام بفعلته احتجاجا منه على مؤسسة ''سونلغاز'' الذي انعكس فعلها بقطع التيار الكهربائي عن منزله رغم تسديده للفاتورة بإحساس الظلم، ليرش نفسه وابنيه بكمية من البنزين ويضرم النار. ومن حسن حظ الرجل الضرير وابنيه أن نائبا كان مارا بالمكان لحظة فعلته تلك، ليتدخل ويحول دون اكتمال العملية، وينقذ الرجل وابنيه من مصير مجهول، بعد أن أطفأ النار المشتعلة في الأجساد وانتزع الولاعة من الرجل. وقد نقل الثلاثة على مشفى المدينة لتلقي العلاج، حيث لم يصب الرجل إلا بحروق بسيطة في ظهره، بينما نجا ابناه. وتعتبر حالة الرجل الضرير وابنيه في المسيلة رقما في سلسلة من الأعمال المشابهة التي وجدت صداها مع فعلة التونسي محمد البوعزيزي التي كانت سببا في اندلاع انتفاضة شعبية أدت إلى تغير الحياة السياسية في تونس وفرار رئيسها من البلاد، حيث انتقلت عدوى إضرام النار في النفس بواسطة البنزين أمام المقرات الرسمية إلى الجزائر وموريتانيا ومصر واليمن، حيث دشنها مباشرة بعد البوعزيزي في الجزائر شاب من بلدية بوخضرة التابعة لولاية تبسة الذي أضرم النار في نفسه بعد أن سخر منه شيخ البلدية داعيا إياه إلى الاقتداء بالتونسي البوعزيزي إن كانت فيه ذرة من الرجولة حسب ما أوردته مصادر إعلامية متطابقة.