من مواليد 1945 بحيفا بفلسطين، مجاهدة فلسطينية وجدت في تنفيذ العمليات التفجيرية ضد الجنود الإسرائيليين طريقة للدفاع عن وطنها، هي التي استقبلتها الجزائر سنة 1983 في إطار عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل والحكومة الفلسطينية قالت في لقاء جمعها ب (الحوار) ''تحيا الجزائر'' ولكن حلمي العودة إلى فلسطين و الصلاة في القدس الشريف. قدمت إلى الجزائر منذ 25 سنة وتحديدا في إطار تبادل الأسرى، لم تفقد لهجتها الفلسطينية حتى مع إتقانها اللهجة العاصمية الجزائرية فلولا زيها التقليدي الفلسطيني الأسود المطرز بالأحمر تحسبها جزائرية تروي قصة كفاح إحدى الفلسطينيات اللواتي ضحين بالغالي والنفيس في سبيل تحرير الوطن، وهي التي ألفت كتابا تروي فيه قصتها ونضالها. ------------------------------------------------------------------------ حكم عليها 4 مرات ب 25 سنة ------------------------------------------------------------------------ ليس بالإمكان أن تتخيل أن هذه السيدة ذات العقد السادس من العمر كانت قد صنعت وغرست في يوم من الأيام الرعب والخوف في قلوب الإسرائيليين فسعوا إلى سجنها في مرات عدة مع تسليط أقسى عقوبة ممكنة فكان أن صدرت ضدها أربعة أحكام ب 25 سنة سجنا تمكنت من الانفلات من تنفيذها. وفي جلسة ختمتها بموال فلسطيني مدحت فيه شجاعة الثوار الجزائريين إبان الاحتلال أطلقت السيدة ''زكية شموط'' العنان لفصاحة لسانها ليروي نضالها في حيفا الذي انطلقت فيه في سن العشرين سنة. سنة 1968 شهدت حيفا هجوم تفجيري في سرك بلغاري،وبقي منفذ العملية مجهولا لدى الإسرائيليين إلا بعد 5 سنوات، مرتكب العملية كان ''زكية شموط'' امرأة شابة في الثالثة والعشرين من العمر، وعن طريقة تنفيذها قالت وضعنا المتفجرات في بطيخة (دلاعة) يصل وزنها 20 كغ حملتها في قفة واقتدت معي ابني ذو 9 أشهر للتمويه وتمكنت من تركها خلفي وأنا أغادر السيرك الذي تحول من مكان للمرح والفرح إلى مكان للنحيب فقد خلّف الانفجار 15 قتيلا وعشرات الجرحى. شكل نجاح هذه العملية حافزا ''زكية'' للقيام بأخرى كان نجاحها اكبر كما وصفته، فهذه المرة الهدف كان سوق عام لبيع التفاح الجولاني كان اليهود يستغلونه لجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات من المواطنين للجيش الإسرائيلي ويقصده الجنود بكثرة، بحيث ينادي الباعة بأعلى صوت باللغة العبرية'' اللي يحب الجيش الإسرائيلي يدفع أكثر'' فتجدهم يتسابقون على دفع مبالغ أكبر من قيمة مشترياتهم فقط لدعم الجيش، فقررنا ضرب هذا المصدر الهام للمساعدات واستعملنا لذلك ما قدره 40 كلغ من المتفجرات كلفت بوضعها تحت شاحنة كبيرة مليئة بالتفاح، وخلف الانفجار 500 قتيل أغلبهم جنود. ------------------------------------------------------------------------ الجزائر البلد الوحيد الذي استقبلنا ------------------------------------------------------------------------ عملية تلو الأخرى أرهبت بها الإسرائيليين دون أن تتمكن المخابرات من حل لغز منفذ التفجيرات، على أن ألقي القبض على السيد''شموط'' زوج زكية بمقربة من الحدود السورية الفلسطينية محملا بالأسلحة والمتفجرات وبعد التحقيقات الطويلة تبين أن مرتكب العمليات التفجيرية كان ''السيدة ''شموط'' فحكم عليها بالسجن المؤبد إلى أن نجحت الحكومة الفلسطينية آنذاك في مقايضة 6 جنود أسرى بمجموعة من الفلسطينيين المحتجزين منذ 15 سنة وكانت زكية وزوجها من بينهم. "أمضينا 48 ساعة في مصر لدى الصليب الأحمر في انتظار صدور القرار بالوجهة التي سنرحل إليها، كانت مدة طويلة لتتخذ فيها دولة عربية ما قارا استقبالنا، إلا أن غالبتها كانت متخوفة من ردة فعل إسرائيل ضدها، وكانت الجزائر البلد الوحيد الذي استقبلنا''، قالت ''زكية'' وهي تبدي فخرها الكبير بتواجدها في الجزائر الذي وصفته ببلدها الثاني أين وضعت ابنتها التي عوضت عنها شوقها لأبنائها الستة المتواجدين بحيفا وعكا بفلسطين، ما ألهمها ودفعها إلى تدوين قصة كفاحها منذ 10 سنوات ساعدها في كتابته الصحفي الفلسطينيبالجزائر عبد الرحمان سلامة