نظرا لتهافت الزوار العاديين والمجتمع المدني من جمعيات ومدارس على المعرض الدولي للكتاب الذي فتح أبوابه أمام جمهور عريض قصده من كل جهات الوطن على مدى عشرة ايام، قررت الجهات المنظمة لهذه التظاهرة تمديد أجله إلى يوم الخميس الفائت أي بزيادة يوم عن موعد اختتامه المحدد آنفا ولكي يستوفي المعرض أيامه الأحد عشر، والهدف من ذلك - حسب القائمين عليه - إشباع الفضول الثقافي للقارئ الجزائري الشغوف بالمعرفة والاطلاع على جديد الاصدارات. هذه التظاهرة الثقافية الدولية حققت في طبعتها ال13 هذه وتحت شعار '' إحكي لي كتابا'' والموجه أساسا لتشجيع الناشئة على المطالعة، انفتاحا ثقافيا وحركية علمية وفكرية ملحوظة انتعش لها المشهد الثقافي عامة واحتل الكتاب موقع الصدارة ضمن اهتمامات الجمهور وصنع الحدث في الوسائل الاعلامية عامة. استقطب شعار هذه الطبعة العديد من المشاركين يمثلون 23 دولة دأبت على الاشتراك في هذا المعرض الذي بات تقليدا سنويا راسخا يحمل في كل طبعة اضافة تزيد من تالقه وتعلي من قيمته، كما يعتبر هذا الصالون محطة يتوقف عندها القارئ الجزائري لمعرفة مستجدات عالم الكتاب في كل أنحاء العالم العربي منه والأجنبي، كما يعد فرصة سانحة لدور النشر والجهات الرسمية والجمعيات ذات الطابع الثقافي التي تستغله كفضاء رحب، وموعدا هاما لعرض كل ما جادت به قريحة الأدباء والمفكرين والباحثين والمثقفين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم. وما ميز هذه الطبعة كثافة النشاطات الثقافية الموازية لها والتي احتضنتها قاعات المحاضرات منها المقاهي الأدبية التي نظمت بقصر المعارض الصنوبر البحري واللقاءات والندوات الفكرية والثقافية التي أقيمت في فضاءات خصصت لهذا الغرض. ولأن المعرض تزامن مع حلول الذكرى 54 لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية فقد شكلت تلك المقاهي منبرا قدمت من خلاله العديد من الدراسات والقراءات التاريخية المنددة بوحشية الاستعمار الفرنسي وكانت فرصة استغلها المؤرخون والمجاهدون لتقديم شهادتهم الحية على مجريات الفاتح من نوفمبر ,1954 هذا التاريخ الذي بقي راسخا في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري، وتم أيضا تكريم شخصيات ثورية صنعت مجد الثورة الجزائرية أخرى وفكرية وأدبية عرفانا بدورهم التاريخي وكتاباتهم التي أثروا بها الساحة الفكرية العربية، وعززوا بها المكتبات الوطنية والدولية، منهم الأديبة زهور ونسي، والكاتب حميد قرين، ومحمد بن بريكة باحث وأخصائي في المخطوطات ومؤلف موسوعة الصوفية التي تم نشرها في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، إلى جانب الشاعر عز الدين ميهوبي، وحمراوي حبيب شوقي المدير العام للتلفزيون الجزائري، والسيد أحمد بوسنة المدير العام للوكالة الوطنية للنشر والإشهار، والسيد توديبار ريئس الاتحاد الكتاب الليبيين، وكذا نوري عبيد ريئس الاتحاد الناشرين التونسيين... وما يمكن قوله إن تنظيم معرض بهذا الحجم وبهذا الكم الهائل من العارضين ليس بالأمر الهين، إلا أن مثابرة القائمين عليه ودعمهم المتواصل قد مكنهم من إعطائه صبغة لقاء متكامل ضمن فريق منسجم شمل كل النقاط وعلى جميع الأصعدة مما جعله جديرا بالتحية والتنويه، سواء من جانب العارضين العرب والأجانب او زوار المعرض الذين أجمعوا على اعتباره قبلة ومنارة ثقافية ومعقلا للمعرفة وملتقى الأفكار النيرة، كما شكل المعرض كذلك فرصة لثلة من الأدباء للبيع كتبهم بالإهداء منهم الأديب للدكتور أمين الزاوي، والشاعر عز الدين ميهوبي والشاعر عبد الرزاق بوكبة، والأديب المجاهد مصطفى التونسي ... إن هذا الصالون الذي عرف إقبالا مكثفا ما هو في الحقيقة إلا برهان أثبت من خلاله الجزائريون مدى حماسهم وشغفهم بعالم الكتاب وذلك بشاهدة مدراء دور النشر الذين أجمعوا كلهم على أن الجمهور الجزائري متعطش للمطالعة وبطريقة تثير الانتباه، وهذا شيء إيجابي بالنسبة إليهم لم يألفوه في معارض دولية أقاموها في بلدان غير الجزائر.