أبدت ''زهرة أفونو'' مستشارة وزير الثقافة والشبيبة والرياضة التشادي في لقاء خصت به '' الحوار'' إعجابها بالمستوى الذي بلغته المرأة الجزائرية على كافة الأصعدة، معتبرة إياه مفخرة للمرأة الإفريقية بوجه خاص ولإفريقيا بصفة عامة، معلقة آمالا كبيرة على نقل الخبرة الجزائرية في الحركة النسوية على المستوى الإفريقي من خلال تكثيف التعاون جنوب - جنوب. قارنت المستشارة ''أفونو'' في سياق حديثها على هامش انعقاد المائدة المستديرة للتحضير لأشغال مؤتمر وزراء الاتحاد الإفريقي للثقافة بالجزائر الشهر الماضي، بين المرأة التشادية وبين نظيرتها الجزائرية التي تعد حسبما وصفتها مثالا وقدوة للإفريقيات اللواتي كافحن فيزمن ما للتحرر من قبضة الاستعمار الأوربي ولازلن اليوم تكافحن لكسر قيد الأمية والتخلف الذي فرض عليهن. مشاركة الجزائرية في السياسة خير دليل قالت ''زهرة أفونو'' في رد على سؤال ''الحوار'' حول تقييمها للمستوى الذي بلغته المرأة الجزائرية عموما، أن ما حقته المرأة الجزائرية منذ الاستقلال إلى غاية يومنا هذا يمكن تشبيهه بمنحنى الدالة العددية المتزايدة والتي تواصل في تصاعدها كلما أضيفت أطراف جديدة للمعادلة، حيث أن النساء الجزائريات تتأقلمن مع كاف الظروف والعوائق التي تواجههن وتجدن دائما العامل الموجب لقلب منحى المعادلة لصالحهن وبطرق جد ذكية تلعب في الحركة الجمعوية النسوية الجزء الأكبر. وأضافت ذات المتحدثة في نفس السياق، إن المرأة الجزائرية حاضرة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية منها على حد سواء، فلا تقتصر مشاركتها على الجانب الاجتماعي كما هو شأن نظيراتها الإفريقيات وبعض العربيات اللواتي تضيّق بعض الأطراف على هامش تحركاتهن وتدخلاتهن في الجانب السياسي، فإلى جانب تشكيلها القاعدة الأوسع في مجال الحركة الجمعوية فهي تشكل أيضا قاعدة عريضة ببعض الأحزاب السياسية وتمكنت من تقلد مناصب قرار هامة على مستوى الحكومة وكذا البرلمان بغرفتيه وما تواجد المجاهد ''زهرة ظريف بيطاط''، أضافت المتحدثة، في منصب نائب رئيس مجلس الأمة خير دليل على هامش المشاركة الواسع الذي تحظى به المرأة الجزائرية في المجال السياسي والذي كرسته كل الدساتير التي عرفتها الجزائر. التشاديات تسعين إلى الاقتداء بالجزائريات ''زهرة أفونو'' التي شغلت سابقا منصب مديرة على مستوى وزارة العمل التشادية تعد من بين التشاديات القليلات اللواتي سنحت لهن الفرصة لإتمام دراستهن العليا وولوج عالم الحكم والسياسة، شددت في حديثها معنا على ضرورة مساعدة وتسطير برامج تمكن المرأة التشادية من الخروج من بوتقة الدور التقليدي الذي لازالت تحصر نفسها في إطار تأديته في زمن الانفتاح على العالم لتحذو بذلك حذو الجزائرية مثلها الأعلى. وفعلا، واصلت ''أفونو'' قائلة، تم الشروع مؤخرا بالتشاد في عملية واسعة للعناية بالمرأة على مستوى المراكز الثقافية المتواجدة بالمدن في انتظار أن يتم إنشاء أخرى جديدة في القرى والمناطق الريفية، فمحاربة الأمية والقضاء عليها يشكل أولى المراحل في فتح الطريق أمام المرأة لاكتساح جميع المجالات بعدما تكون لها القدرة على معرفة حقوقها وواجباتها على أتم وجه بالتالي يمكن الرفع من نسب مشاركتها في السياسة فالنسبة الحالية تبقى ضعيفة وجد ضئيلة بمعدل 4 نساء برلمانيات من أصل 80 نائب، و 5 أخريات في الحكومة تتربعن على رأس وزارات: الفلاحة، القروض المصغرة ، التضامن، أمانة الدولة، الأسرة والشؤون الاجتماعية، ولن تكتفي المرأة الشادية بهذه المناصب فحسب وإنما تطمح إلى مناصب قرار حساسة كأن تكون وزيرة للشؤون الخارجية أو الطاقة، وحتى رئيسة برلمان ولن تتمكن المرأة التشادية من بلوغ هذا المستوى إلا ببرامج رئاسية ناجحة كتلك التي وضعتها الدولة الجزائرية للعناية بالمرأة.