يؤثر السفر على صحة الإنسان جسديا ونفسيا، ولأن الأسفار تكثر في الصيف فمن الواجب أخذ الاحتياطات اللازمة، تفاديا لأي مشاكل أو تعقيدات صحية قد تنغص جو الراحة والمتعة الصيفية.. "المساء" تلخص لمن يمهمه الامر، مجمل تلك الاحتياطات، في حوار جمعها مع الدكتور محمد الطيب فكيري، أخصائي في الطب الداخلي... تعتبر التسممات الغذائية وتلوث الطعام من المشاكل الصحية الشائعة على مدار السنة، وتزداد نسبة حدوثها في فصل الصيف، خاصة عند السفر، سواء داخل البلد أو خارجه، وانتقال العدوى ببعض الامراض عن طريق المأكولات والمشروبات في البلد الذي نزوره محتملة الحدوث، حيث يختلف نمط الغذاء، فيقبل المسافر على أكل كل ما يعجبه، وقد يشتري السائح أكله على قارعة الطريق أو من الباعة المتجولين، وكثيرا ما تكون اللحوم أساس ذلك الأكل، ولحوم الطيور بالخصوص مصدر خطير للبكتيريا، وهو ما يسبب مغص المعدة والقرحة، كما تسبب السوائل التيفوئيد والحمى وحتى السل، لذلك لا يجب الاستهانة بالنظافة، يقول الدكتور. ومن أهم ما ينصح به الاخصائي المسافرين، ضرورة الانتباه إلى كل ما يأكلونه، والابتعاد قدر المستطاع عن الإكثار من تناول المواد السريعة التلف كمشتقات الألبان، الاهتمام بشرب الكثير من السوائل، لا سيما الماء، وتجنب شرب الحليب غير المبستر، وضرورة أكل الأطعمة المطبوخة جيدا مع عدم أكل الأغذية المصبرة والاعتناء بنظافة اليدين. وفي مقام آخر، ينصح الدكتور فكيري، المسافرين، بالابتعاد عن التعرض للشمس الحارة والمباشرة، واللجوء إلى استعمال القبعات للوقاية من الحرارة وتجنب شمس الظهيرة والإكثار من الكريم الواقي من أشعة الشمس حتى لا يصاب الجلد بالحروق أو الحساسية. ويتعرض المسافرون أيضا لمخطر الإلتهابات الجلدية مثل ظهور حبوب جلدية في المناطق غير المكشوفة كمنطقة الصدر وتحت الإبط بسبب التعرق الشديد، مما يتسبب في حكة شديدة، وينصح لذلك بالتهوية عبر ارتداء الملابس القطنية التي تمتص العرق، وكذلك الاستحمام بكثرة، وتجنب المشي لمدة طويلة تحت أشعة الشمس اللافحة. يلفت الاخصائي الانتباه إلى استخدام بودرة التالك وحبات الشب المتوارثة عن الجدات لما لها من فائدة ضد العرق بالنسبة لمن يشتكي كثرة التعرق، ولا يحبذ استخدام المواد الكيميائية كثيرا كالعطور. ولأن الطائرة الوسيلة الاكثر استعمالا في الأسفار، هناك مشاكل صحية تطرأ على مستخدمها، فمثلا تحدث تغييرات فسيولوجية أثناء ركوبها بسبب قلة الضغط الجوي في مقصورة الطائرة ونقص الاوكسجين، وكذلك من المحتمل الإصابة بعدوى الامراض المعدية كالانفلونزا لمحدودية المساحة وتقارب الركاب في المقصورة، وهو ما يجب أن ينتبه إليه المسافر عبر هذه الوسيلة ويحتاط له. ومن المشاكل الصحية الطارئة على المسافر بالطائرة كذلك، التهاب الأذن الوسطى بسبب ضجيج الطائرة، وكذا انسداد الجيوب الأفقية لسبب نقص الاكسجين، الذي يؤثر بدوره على مرضى ضيق التنفس، وقد يعقد حاله مرضى الاوعية الدموية الذين من المحتمل إصابتهم بالجلطة الدموية بسبب نقص الاوكسجين وعدم التحرك وسكون الدورة الدموية، وهنا ينصح الدكتور هؤلاء المرضى بضرورة أخذ أدويتهم معهم في حقائب اليد المحمولة إلى الطائرة وضرورة إعلام طاقم الطائرة بحالتهم المرضية، حتى يتمكنوا من التدخل اذا استدعى الأمر ذلك.. والأهم من ذلك - يشير الدكتور - ضرورة حمل المسافر المريض المصاب بمرض القلب أو السكري أو ضغط الدم أو القصور الكلوي، وصفة طبية مفصلة عن حالته المرضية ونوعية العلاج، وأيضا كيمية الدواء اللازمة، ولأن من الأكل ما يزيد من تعقيد بعض الحالات المرضية، ينصح الدكتور بضرورة الابتعاد عن الوجبت الدسمة والبهارات والكافيين، والاكتفاء بوجبات خفيفة أياما قبل السفر وأثناءه أيضا، إذ أن هناك اغذية تحفز الغثيان والدوار مثل اللحوم والدسم وكذلك بعض الفواكه مثل العنب والبطيخ والتفاح والافوكادو، مع ضرورة حمل بعض الحلوى أو قطع السكر أثناء السفر، تحسبا لحدوث الغثيان، وبالنسبة للأطفال الصغار، ينصح بإعطائهم مصاصات أثناء صعود أو هبوط الطائرة لموازانة الضغط وأن يجلسوا في المقاعد الامامية للطائرة، وكذلك الأمهات لا بد أن يرضعن مواليدهن عند صعود أو هبوط الطائرة لنفس السبب، أما الحامل فعليها تجنب السفر في الشهر الأخير من الحمل، مع ضرورة حمل وصفة طبية مفصلة عن حملها وحالتها الصحية. وفي الأخير، وحتى تظل الدورة الدموية تعمل بفعالية تامة أثناء الرحلات والأسفار عن طريق الطائرة أو القطار أوالسفن أو السيارة، يجب على المسافر - يقول الأخصائي - أن يشرب كميات كبيرة من السوائل، وأن يتجنب تناول الملح أو الأكلات المملحة، وأن يمارس المشي التكرر في الممرات الطويلة للطائرة أو السفية أو القظار.. أما بالنسبة للسفر عن طريق البر بالسيارة، فيستحسن التوقف من حين لآخر والمشي لتنشيط الدورة الدموية.