ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    بوريل: مذكرات الجنائية الدولية ملزمة ويجب أن تحترم    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    السيد ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سنة 2008.. العالم تحت المجهر
نشر في الحوار يوم 28 - 12 - 2008

كرست سنة 2008 مظاهر المعاناة في مناطق عديدة من العالم، وعمقت الشرخ في العديد من الدول العربية، من خلال معاناة غزة من حصار جائر، واستمرار معاناة العراق الجريح الذي انهى العام بتوقيع اتفاقية امنية مع دولة الاحتلال، ووضع السودان لم يكن بأحسن حال فقد تم في الظلام وفي الكواليس الحياكة بدقة لتقسيم أكبر دول الوطن العربي من خلال قرار الجنائية الدولية بتوقبف رئيسها عمر البشير.
تحت ذريعة الإبادة الجماعية في دارفور، اما كوبا فاختارت في عام ,2008 كاسترو آخر لحكمها ، في حين خلف باراك اوباما خصومه منهكين ومتعبين أثناء محاولاتهم اللحاق به، في سباق الرئاسيات الامريكية، مغردا في عزف منفرد وطرد بذلك الشاب من الاصول التقليد القديم وجعل البيت الابيض يطلى بالاسود ..، 2008 كان مختلفا جدا في الهند وباكستان وكانت حلقاته مليئة بالدم في الجارتين العدوتان آخرها كان هجمات بومباي التي لقي فيها اكثر من 190 شخصا مصرعهم، وتحول الى فتيل آخر قد يشعل الخرب بين نيو دلهي واسلام آباد ....اما زيارة بوش التوديعية للعراق فقد كانت حسب مقام أراده منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية لرئيس جلب الدمار والانهيار ولكنه لايزال يتباهي و ي تشدق بانه منح عراق ما بعد صدام حسين الكثير من الديموقراطية ....
غزة المنسية عانت من إبادة جماعية
عاشت غزة طيلة عام 2008 عقاباً جماعياً، بل إبادة وحشية، وحرم قاطنوها من أبسط ضروريات الحياة لا ماء ولا غذاء، ولا كهرباء، وحصار ظالم منع وصول الأغذية والوقود والتجهيزات الأساسية، سجن مليون ونصف داخل أسوارٍ هي في حقيقتها سجن، وسجانون مدججون على أبوابه، ومعابر مغلقة، قتل وقصف يومي نال كل الأعمار والأجناس، واقعٌ من الصعب أن يحتمله إنسان على وجه الأرض، غزة هي باختصار حياة بلا كهرباء ولا ماء ولا وقود، وحكم على المليون ونصف النسمة بالموت البطيء .. فالمشهد في قطاع غزة مؤلم لأي ضمير إنساني. الوضع في قطاع غزة صعب حتى بدون حصار، فما بالنا حين يتحول إلى سجن بالمعنى الحرفي تقريبا، أو ما يقرب منه، وليس بمعنى رمزي. يقال، منذ سنوات طويلة، إن عدد سكان غزة نحو مليون ونصف المليون، وتوجد هذه الكثافة السكانية الأعلى عالميا الآن في أرض بلا موارد تقريبا، إلا مساحات قليلة مزروعة ومصانع صغيرة معظمها أقرب إلى ورشات قزمية لا يتجاوز عددها الثلاثمائة، والنتيجة الطبيعية لهذه المعادلة، التي يصح أن تسجل باعتبارها رمزا للبؤس، هي أعلى معدلات بطالة وأحد أشد مستويات الفقر في عالمنا الراهن. وفي هذا السياق قالت وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة ان إمدادات الغذاء المخصصة لنحو 750 ألف فلسطيني في قطاع غزة نفدت بعد أن منعت إسرائيل المنظمة الدولية من إدخال شحنات غذائية، وقال جون كينغ وهو مسؤول كبير في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)''نفد ما لدينا ساء وإذا لم تفتح المعابر لن نكون قادرين على إدخال الغذاء إلى غزة''. ووصف كينغ الوضع الاقتصادي في غزة بأنه ''كارثة''، وانتقدت الأمم المتحدة إسرائيل لإغلاقها المعابر مع قطاع غزة، واصفة ذلك العمل بأنه ''أمر مشين وغير مقبول''، وكانت إسرائيل سمحت بدخول قدر محدود من الوقود عبر الحدود، لكنها سرعان ما منعت الوقود من جديد، كما أنها مازالت تمنع نقل المواد الغذائية.
كوسوفو ... استقلال وفق الرغبة الغربية
في 17 فيفري أعلن ألبان كوسوفو استقلال بلادهم عن صربيا واحتفلوا برفع العلم في العاصمة الكوسوفية بريستينا، لتصبح كوسوفو بذلك سادس ولاية تعلن استقلالها عن صربيا منذ عام ,1991 ورغم الجهود الصربية والروسية لعرقلة قيام الدولة الفتية في البلقان، إلا أن الاعترافات الدولية بكوسوفو تتابعت، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أول من شجع استقلال كوسوفو، تلتها باريس ولندن وألمانيا، ثم توالت الاعترافات الدولية تباعاً. و جاء إعلان استقلال كوسوفو في الأيام الأخيرة ليكون بمثابة بداية طريق طويلة، وهو في الوقت نفسه نهاية طريق تاريخية طويلة كانت صعبة أيضا، ويمكن استشراف ما ستواجهه الدولة الصغيرة الناشئة الآن وسط البلقان، في قلب أوروبا، من صعوبات، لا سيما جهود تثبيت هوية علمانية أوروبية لها وطمس الهوية الإسلامية، من جانب القوى الغربية التي احتضنت استقلالها، أو جهود القوى الصربية والروسية الرافضة للاستقلال، ومع أن الإقليم أعلن استقلاله وسط موجة حملت مواقف تتراوح بين الرافضة والمؤيدة ...
كوبا في 2008 ... كاسترو آخر في الحكم
في 19 من شهر فيفري عام 2008 أعلن الرئيس الكوبي فيديل كاسترو البالغ من العمر 81 عاماً تنحيه عن السيادة وتسليمها لأخيه راؤول كاسترو بعد فترة حكم دامت نصف قرن . وقوبل إعلان الرئيس الكوبي تنحيه عن الحكم بترحيب دولي ولاسيما من قبل واشنطن والاتحاد الأوروبي على أن تكون هذه الخطوة بداية للتحول الديمقراطي في كوبا. ففي في رسالة وقعها بخط يده ونشرت على الموقع الالكتروني لصحيفة (غرانما) الرسمية أعلن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، تخليه عن الرئاسة وقيادة القوات المسلحة بعد توليه هذا المنصب في كوبا نحو نصف قرن، وكتب الرئيس الكوبي الذي ابتعد عن السلطة منذ نحو 19 شهرا لا اطمح ولن اقبل اكرر انني لا اطمح ولن اقبل بتولي مهام رئاسة مجلس الدولة وقيادة القوات المسلحة، واضاف حان الوقت لقيام ولانتخاب مجلس دولة ورئيسه ونائب رئيسه معلقا على انتخابات مقررة الاسبوع المقبل مشيرا الى انه يخاطب مواطنيه الاعزاء، وقد تعرض كاسترو زعيم الجزيرة التي لا تبعد عن ميامي فلوريدا أكثر من 100 كلم ل 637 محاولة اغتيال معظمها خططت لها الولايات المتحدة الأميركية فمن هو هذا الرجل الذي شغل الحكومات الأميركية كلها وأربك أدمغة حكامها ورجال استخباراتها ب 637 خطة اغتيال.
كاراديتش ....مصاص دماء الابرياء في قبضة القضاء
في جويلية من عام ,2008اعتقلت السلطات الصربية في بلغراد الزعيم السابق لصرب البوسنةكاراديتش الذي يطلبه القضاء الدولي منذ ثلاثة عشر عاما بتهمة ارتكاب جرائم إبادة في البوسنة. وقوبل اعتقال كاراديتش بترحيب دولي كبير ف بعد نحو أسبوعين من إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة سربيرنيتشا، وتحديدا في 21 جويلية و ,2008 أعلن مكتب الرئيس الصربي بوريس تاديتش عن اعتقال رئيس صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش المتهم بارتكاب جرائم إبادة ضد المسلمين، قائلا :'' كاراديتش أحيل إلى قاضي تحقيق في نيابة جرائم الحرب في بلجراد، وذلك تنفيذا لاتفاق التعاون مع محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة ''. وكان كاراديتش ومساعده العسكري السابق راتكو ملاديتش فارين منذ اتهمتهما محكمة الجزاء الدولية ليوغسلافيا السابقة قبل 13 عاما بارتكاب إبادة وجرائم حرب خلال النزاع في البوسنة بين عامي 92 و95 وكانا ملاحقين خصوصا لضلوعهما في مجزرة سربيرينتشا شرقي البوسنة التي قتل فيها أكثر من ثمانية آلاف شخص في 11 جويلية عام ,95 وتعتبر أسوأ مجزرة ترتكب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كما يتهم كاراديتش بقصف مدينة سراييفو بالمدفعية وباستخدام ما لا يقل عن 280 من رجال حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة كدروع بشرية، وفيما يتعلق بتفاصيل اعتقاله، كشف مدعون في صربيا أنه اعتقل وهو على متن حافلة في العاصمة الصربية حيث كان يحمل أوراقا وبطاقة هوية مزيفة
مشرف ... رجل باكستان القوي يتنحى عن السلطة
في 18 أوت ,2008 أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف استقالته بعد حكم دام تسع سنوات مبرراً ذلك بأنه ''من أجل مصلحة البلاد''. و أتت هذه الاستقالة قبل مساءلة وشيكة لمشرف كان الائتلاف الحاكم في باكستان قد أعلن اعتزامه القيام بها تمهيدا لعزل مشرف عن رئاسة البلاد، و جاء قرار الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالاستقالة من منصبه، بعد نحو تسع سنوات في السلطة ليطوي صفحة مهمة في تاريخ باكستان وفتح بابا جديدا حول ما ستؤول إليه الأوضاع، فبعد استقالة مشرف من الرئاسة، بات شبح عدم الاستقرار مخيما على باكستان، لقد دخلت البلاد في أزمة جديدة صنع فصولها هذه المرة أهم حزبين في الائتلاف الحاكم، حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو والرابطة الإسلامية في باكستان بزعامة نواز شريف، اللذان شهدا خلال 2008 الكثير من الخلافات التي تنذر بوقوع انهيار في الائتلاف الحكومي .. وسط توقعات الخبراء بأن مشاكل باكستان النووية مرشحة لتعقيد أكبر من صراع على السلطة والنفوذ، بسبب خطر تحولها إلى مسرح تنعكس فيه الصراعات الإقليمية، بكل أشكالها، وحتى بعدها الطائفي، خاصة وان باكستان ليست بالدولة الهامشية، فهي قوة عسكرية تضمن استقرار جزء مهم من جغرافية الشرق الأوسط، ومشكلة باكستان في الوقت الراهن تكمن في أن أن جميع الفرقاء والطامحين في باكستان اتفقوا على إسقاط مشرف، وهو ما تم، إلا أنهم لم يتفقوا على خطة من أجل الخروج من عنق الزجاجة والعبور بالبلاد إلى مرافئ الأمان والاستقرار.....
الانقلاب في موريتانيا... مسمار آخر يدق نعش الديمقراطية
ساعة واحدة فقط كانت كافية لتنفيذ ما قد يكون أسرع انقلاب في العالم، مسرحه موريتانيا التي باتت الانقلابات سمة تاريخها ووجهها السياسي، أما قائده فهو رئيس الأركان الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي تسلم صباح السادس من اوت قرار إقالته من الرئيس الى جانب إقالة جنرالين آخرين، وذلك بتهم الوقوف وراء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ ثلاثة أشهر، الجنرالات الثلاثة رفضوا الامتثال للأمر الرئاسي وردوا بانقلاب فوري سريع وخاطف خلعوا فيه الرئيس سيدي ولد شيخ عبد الله الذي يعد أول رئيس ينتخب ديمقراطياً منذ الاستقلال عام ,,.1960 الانقلاب الجديد في موريتانيا لقي إدانة دولية كبيرة وهذا غير معتاد سابقاً ورغم انه تم اطلاق سلراح ولد الشيخ في نهاية عام 2008 الا ان الكثير من الاصوات الدولية اعتبرته غير كاف وطالبت بالعودة الى الحياة الدستورية، ...فقبل ثلاث سنوات، أطاح الجيش في انقلاب عسكري بنظام حكم معاوية ولد محمد الطايع، ورغم التشابه الكبير بين ذلك الانقلاب وانقلاب الأربعاء الماضية، إلا أن هناك فرق كبير بينهما أيضا، ففي عام ,2005 كانت الإدانات الخجولة للانقلاب مؤشرا واضحا الى موقف المجتمع الدولي من نظام ولد الطايع، وقد شكل الضباط الذين قادوا الانقلاب أنذاك لجنة قيادية ووعدوا بإعادة البلاد الى الحكم المدني في غضون سنتين، وفي تجربة نادرة أوفى الانقلابيون بوعدهم، مما جعل الكثير من الموريتانيين يطلقون عليهم لقب ''الجنود الجيدين''، ويبدو أن المشهد أعاد نفسه، ولكن مع فروقات جوهرية، فعكس معاوية ولد محمد الطايع الذي كان قد جاء الى الحكم عن طريق انقلاب عسكري، كان الرئيس عبدالله رئيسا منتخبا جيء به الى الحكم عن طريق انتخابات حرة وديمقراطية تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ موريتانيا الحديث .
قرار اعتقال البشير ... خنجر مسموم في ظهر السودان
طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو رسميا في شهر جويلية الماضي من المحكمة إصدار قرار باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهم الإبادة وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، وهذه هي المرة الأولي التي تصدر فيها المحكمة الجنائية الدولية حكما باعتقال رئيس عربي، وفي أول رد فعل على طلب أوكامبو، أعلنت الخارجية السودانية رفضها المطلق لقرار المدعي العام باعتقال البشير مؤكدا أنها لا تعترف بمحكمة الجنايات الدولية، وعقب الاعلان عن القرار تعالت الاصوات المؤكدة أن السودان يحتاج الآن إلى التأييد العربي ويستطيع أن يطلب فتوى من المحكمة الدولية حول حصانة الرئيس، نظرا لأن هذا القرار يعتبر مقدمة لاستخدام المحكمة كسلاح سياسي وعلى العالمين العربي والافريقي الوقوف أمام هذا القرار، وفي أول رد فعل عربي حذرت جامعة الدول العربية والسودان من ''تسييس'' المحكمة الجنائية الدولية بعد أن دعت الخرطوم لاجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لمناقشة التقارير التى أشارت لاحتمال أن يصدر رئيس الادعاء بالمحكمة أمرا بالقبض على الرئيس السودانى عمر البشير على خلفية جرائم قتل فى دارفور، ويقول الخبراء ''ليس خافياً علي أحد أن هذه المحكمة هي إحدي أدوات أمريكا لتدمير الاستقرار العالمي ومحاصرة دول بعينها تري واشنطن انها ربما تشكل تهديداً من وجهة نظرها للمصالح الأمريكية ''المقدسة''، مشيرا إلى أن السودان والذي يعد عمق مصر الاستراتيجي وجزءاً هاماً من أمنها القومي، أصبح مطمعاً لعدة دول علي رأسها الولايات المتحدة منذ اشتعال أزمة دارفور ووجود مؤشرات قوية علي وجود معادن ثمينة وبترول ويورانيوم فيها.
أوباما... حينما يتزعم أسود أمريكا
جاءت انتخابات الرئاسة الأمريكية بمفاجأة كبيرة وهى وصول أول مرشح أسود من أصول إفريقية لرئاسة أكبر دولة في العالم، الأمر الذي أثار التساؤلات حول أسباب هذا الانقلاب في السياسة الأمريكية .. ففي الخامس من شهر نوفمبر من عام 2008 أعلن فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح بذلك الرئيس الرابع والأربعين الذي يتربع على عرش البيت الأبيض، وأول رئيس اسود في تاريخ البلاد. و ما أن أعلن عن فوز باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة، إلا وتساءل الجميع حول تداعيات هذا التطور في بلاد العم سام وهل يشكل بداية القطيعة مع التاريخ العنصري الذي طالما انحاز للجنس الأبيض ولحكم البروتستانت المتشددين وهل سينجح أوباما في إصلاح ما أفسده بوش، أم أن الأمر كله مجرد تغيير شكلي ولأسباب طارئة دون اختلاف في المضمون، إن فوز أوباما يعني بالدرجة الأولى تولي أول رئيس أمريكي غير أبيض لمنصب الرئاسة بدءاً من 20 جانفي ,2009 في فوز تاريخي يؤرخ للحظة فارقة لن يكون من السهل إدراكها سريعاً، ولكن ستتضح معالمها بشكل أكبر في الأعوام القادمة، اوباما ..قليل الخبرة السياسية، وهو ليس أبيض، وقد نشأ وأمضى سنوات عمره الأولى في العالم الإسلامي، وولد لأب مسلم، ولأسرة فقيرة، ولم يتول في عمره المهني أية مناصب عملية ذات شأن، ولم ينجح في مخالفة الرأي العام لحزبه الديمقراطي إلا قليلاً، وعرف في أمريكا، الموالية للكيان الصهيوني، أنه صديق لبعض العرب، واتهمه البعض أنه أيضاً بصداقة من يكرهون أمريكا من أبنائها، وأعلنت زوجته منذ أعوام أنها ليست فخورة بأن تكون أمريكية، واتهمه خصومه أنه ''مسلم.
الاتفاقية الامنية ..احتلال امريكي في العراق ب ''لوك '' جديد
وافق البرلمان العراقي نهاية عام 2008على اتفاق لانسحاب القوات الأمريكية، وجاءت الاتفاقية تزامنا مع اقتراب موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية و ساعة رحيل الرئيس جورج بوش، فقد بدأت الإدارة الأمريكية في البحث عن صيغة قانونية قبل انتهاء عهد بوش تضمن بقاء القوات الأمريكية بشكل شرعي في العراق وإقامة قواعد عسكرية دائمة في الأراضي العراقية، وبدا ذلك جليًّا من خلال سعي الإدارة الأمريكية إلى توقيع ما يعرف بالاتفاقية طويلة الأمد مع الحكومة العراقية، والتي تلقى رفضًا شعبيًّا كبيرًا، وهدفت الإدارة الأمريكية الحالية من إبرام هذا الاتفاق إلى إظهار إدارة بوش على أنها خرجت منتصرةً من الحرب، وبما يسمح بسحب جزء من القوات لتخفيف ضغط الديمقراطيين وغالبية الشعب الأمريكي المعارضين لاستمرار الاحتلال الأمريكي بسبب حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها هذه القوات. وجاء توصل واشنطن وبغداد إلى مشروع اتفاق نهائي بعد شهور من المحادثات حول معاهدة تلزم القوات الأمريكية بالانسحاب من العراق بحلول عام 2011 ما لم يطلب منها العراق البقاء، ويحل الاتفاق الثنائي الذي يمنح الحكومة العراقية المنتخبة سلطة على الوجود الأمريكي للمرة الأولى محل قرار مجلس الأمن الذي طبق بعد الغزو الأمريكي للعراق عام ,2003 الصحراء الغربية . كانت مستعمرة اسبانية، ولم تكن في يوم من الأيام جزءا من الأراضي المغربية توالت في سنة 2008 الاعترافات الدولية بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وانكشفت أكاذيب الطرح المغربي، ففي هذا العام شكل تصريح رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضية الصحراوية قنبلة مدوية في وجه المخزن المغربي وجاء ليؤكد من جديد على شرعية حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أن جهوده منصبة على إيجاد حل نهائي للقضية الصحراوية، مؤكدا أن الصحراء الغربية كانت مستعمرة اسبانية، ولم تكن في يوم من الأيام جزءا من الأراضي المغربية، عكس ما تروج له الآلة الدبلوماسية المغربية، واعترف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميغال ديسكوتا بروكمان أن حل القضية لن يكون إلا بالاعتراف بحق الصحراويين في تقرير مصيرهم، وتحقيق استقلالهم الكامل، نافيا أن تكون الصحراء الغربية أرضا مغربية، يأتي هذا الموقف من دبلوماسي أممي رفيع المستوى ليضع الأطروحات المغربية على المحك سيما في ظل تمسك الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير والاستقلال ..كما ان اقرار رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء أيضا في وقت مرت فيه ثلاث وثلاثون سنة على تلك الاتفاقية التي سميت في وقتها ''إتفاقية مدريد'' المشؤومة في تاريخ الشعب الصحراوي، ففي الرابع عشر من نوفمبر وبالتحديد في العاصمة الاسبانية مدريد أرادت كل من إسبانيا والمملكة المغربية و موريتانيا إجهاض حق الشعب الصحراوي في الحرية والانعتاق من نير الاستعمار بتقسيمهم لشعبها وأرضها وخيراتها في غياب تام لصاحب الحق أومن هو مخول في تمثيله شرعيا...
مومباي ...هجمات دموية تجمد التقارب بين الهند وباكستان
شهدت مدينة مومباي العاصمة الاقتصادية للهند هجمات إرهابيةخلفت نحو 195 قتيلاً. استمرت العمليات الارهابية لمدة يومين، وانتهت بعد إحكام سيطرة الأجهزة الأمنية على فندق تاج محل، وقد خلفت هجمات بومباي الدموية غيوما سوداء في فضاء العلاقات بين الهند وباكستان خصوصاً أن ثمة تاريخاً من الأزمات والنزاعات لأنه حافل بالسلبيات الضارة بهما على حد سواء، تفجيرات مومباي الكارثية لاتزال المخاوف كبير ة بشأنها وقد تشعل فتيلاً آخر من فتائل الحرب بين البلدين، لا سيما أن الهند سارعت منذ الساعات الأولى لهذه المأساة إلى توجيه أصابع الاتهام إلى باكستان، الأمر الذي أضاف مزيداً من الهواجس حول مآل العلاقات والخشية من تدهورها إلى ماهو أسوأ، يوما بعد آخر تشتد لهجة الاتهامات والتهديدات، بل ذهبت الأمور إلى التصعيد الميداني، حيث رفعت السلطات الهندية درجة تأهبها الأمني إلى مستوى الحرب، فيما ردت باكستان بالتلويح بالحشود على الحدود، وفي ذلك رسالة مباشرة إلى الأمريكيين من تأثير ذلك على إجراءاتها المتخذة على حدودها مع أفغانستان، يؤشر ذلك إلى أن البلدين يتجهان إلى حافة الهاوية، ويخشى من أن تتسبب شرارة مفتعلة أو في الانجراف في ما لا تحمد عقباه على الجارين اللدودين...-
القرصنة في الصومال ظاهرة قديمة انبعثت بحلة جديدة
ظاهرة سادت في الماضي، عادت بقوة عام 2008 وانتفضت لتنبعث بشكلها القديم مع إرتداء حلة جديدة، القرصنة والقراصنة ربما لم نعتاد على هذه الأشكال سوى في أفلام السينما، اليوم نراها بشكل فعال وحيوي في السواحل الصومالية، والأسوأ من ذلك ان اعمال القرصنة هذه تقتات على السفن المحملة بالمساعدات لشعب الصومال الأفقر والاسوء حالا في العالم، وبالنسبة للقراصنة فان الصومال البلد الغارق في الفوضى منذ بداية حرب اهلية في 1991 يتمتع بموقع مثالي اذ تحاذي حدوده خليج عدن وهو احد اهم الطرق التجارية البحرية العالمية والمحيط الهندي حيث تعمل اساطيل صناعة الصيد على مطاردة سمك التونة وغيرها من الأنواع...ورغم ان أعمال القرصنة الصومالية جذبت الاهتمام الدولي بأمن البحر الأحمر، أحد أهم الممرات الملاحية الدولية في العالم قاطبة، غير انه لم يصاحب ذلك الاهتمام معاناة الصومال كدولة وكشعب يواجه اكبر ازمة انسانية باعتراف العديد من المنظمات االدولية .. ورغم التقدم التقني الكبير الذي يسود العالم المعاصِر ووجود معاهدات دولية وقانون دولي ينظّم الملاحة البحرية ومعاهدات دولية للحدّ من ظاهرة القرصنة، إلا أن الظاهرة ما زالت موجودة، لاسيما في المناطق المضطربة محدودة الأمن، سواء في إفريقيا أو آسيا. وما يجري في السواحل الصومالية، لا يخرج عن هذا السياق العام.
الضرب بالنعال .. نهاية مخزية لرئيس دمر حضارة
في 14 ديسمبر عام 2008 قام الصحفي العراقي منتظر الزيدي بإلقاء حذائه باتجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش، أثناء مؤتمر صحفي بمشاركة رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، وقد طغى خبر الحذاء الذي سدد إلى وجه الرئيس الأميركي جورج بوش بيد صحفي عراقي غاضب على الأخبار الدولية في الصحافة العالمية.. مع التفاعلات والتداعيات الكثيرة لهكذا نهاية لرئيس قاد غزو العراق وتباهى بتدميره بمبررات كاذبة وبحجة تصدير ديمقراطية مزعومة كادت أن تقضي على مستقبل العراق . وسمت الصحف الدولية الحادثة بالمشهد المهين في الزيارة الوداعية لبوش، وكما تميزت بداية بوش في العراق بالفوضى والغضب يبدو أنها انتهت كذلك بالفوضى والغضب، عندما رماه الصحفي العراقي الغاضب بحذائه وبسيل من الشتائم في رحلة وداعه للعراق، بما يعنيه الحذاء بالنسبة للعراقيين، وتحت عنوان: «النعل والشتائم تنهال على بوش»، أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن مثل هذا العمل حافل بالرمزية خاصة أن قذف الحذاء في وجه الشخص يعتبر في الثقافة العربية إهانة خطيرة، بل إن مجرد رفع النعل في وجه الشخص يعد تعبيرا عن الازدراء. يشار الى ان حادثة قذف بوش بالأحذية تعد حادثة فريدة قلما تحصل، حيث لم يسبق أن تعرض رئيس دولة لمثل هذا الموقف، ويتوقع أن ستبقى الحادثة ماثلة في أذهان العراقيين خاصة وشعوب العالم بشكل عام كونها مثلت حالة فريدة في تاريخ العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.