توجت أشغال الندوة الوطنية لأعضاء المجلس الوطني ورؤساء المكاتب الولائية لحزب الجبهة الوطنية الجزائرية التي عقدت أواخر ماقبل الأسبوع الماضي بتيبازة بإنهاء الانشقاق الداخلي الذي عرفه الحزب مؤخرا وكاد يعصف بقيادته الحالية ب'' مصالحة'' بين المتخاصمين، بعدما تمت تزكية موسى تواتي رسميا مرشحا للحزب في الرئاسيات المقبلة. أفاد النائب محمد بن حمو عن الجبهة الوطنية الجزائرية في المجلس الشعبي الوطني، وأشد خصوم تواتي في الآونة الأخيرة في اتصال هاتفي مع ''الحوار''، أمس، أن الندوة الوطنية التي عقدها الحزب بتيبازة خلال يومي 18 و19 من شهر ديسمبر الجاري قد حسمت في الصراع الذي كان دائرا بين القيادة ومجموعة من المعارضين لقيادة الحزب، بعدما تم حسبه تتويج اللقاء بما أطلق عليه ''مصالحة بين المتخاصمين''، لاسيما في كيفية إدارة وتوجيه الخط السياسي للحزب، مضيفا بأن عددا من الإطارات الذين كانوا يعارضون تواتي ومن بينهم هو شخصيا قد ''التزموا بالتخلي عن الخلافات الشخصية بينهم وتدعيم رئيس الحزب وترشيحه باسم الأفانا للاستحقاق الرئاسي القادم''. وأكد نفس المتحدث أنه طالب خلال هذه الندوة من قيادة الحزب بضرورة ''تجنب غلق الأبواب في وجه إطاراته الحزبية مهما كانت توجهاتهم''، خاصة وأنه لا ذنب لهؤلاء - يؤكد بن حمو- سوى ''أن لهم تصورات مغايرة لكيفية تسيير شؤون الحزب''، داعيا القيادة كذلك إلى ''مزيد من التفتح لأجل استقطاب مزيد من الإطارات للحزب لاسيما الذين تم إقصاؤهم أو تهميشهم في أحزاب أخرى لسبب أو لآخر، وكذا السعي حسبه أيضا ل''ضم مزيد من الشباب في هذه التشكيلة السياسية''، تمهيدا ل''لعب دور ريادي في المستقبل'' ولم لا حسبه حتى ''الدخول في الحكومة'' على غرار ما قامت به أحزاب التحالف الرئاسي أو حتى ''الانضمام إلى هذا التكتل''، خاصة إذا حقق الحزب - مثلما قال- نتيجة مشرفة في الرئاسيات المقبلة. وأشار بن حمو إلى أن مطلب مشاركة ''الأفانا'' في الحكومة تدعمه فئة كبيرة من القاعدة النضالية للحزب وليس نتاج قناعته الشخصية فقط، وما يبرر هذه المشاركة كذلك حسبه هو أن ''التغيير من غير الممكن إحداثه من الخارج في هذه البلاد بقدر ما يمكن إحداثه من الداخل''. وإضافة إلى ذلك، دعا نفس المتحدث قيادة الحزب إلى ضرورة إعادة النظر فيما أسماه ''تهميش بعض الإطارات في الحزب''، واعتبر أن تنظيم مجموعة من المناضلين مؤخرا لمؤتمر بعين الدفلى وانتخابهم على إثره الجيلالي عبد الخالق على رأس الحزب هو بمثابة ''خلاف داخلي في كيفية تسيير شؤون الحزب'' مثلما أشار ''رحمة''، كما أن الاختلاف في الرأي حسبه ''يكرس الديمقراطية''، موضحا بأن المعارضة لتوجهات قيادة الحزب التي برزت في الفترة الأخيرة ''ليست معارضة من أجل المعارضة، وإنما أتت وقامت بتشجيع مسؤولي وإطارات الأفانا على ضرورة المضي قدما بهذه التشكيلة السياسية وإعادة النظر في بعض الأمور''، وشدد في هذا السياق قائلا ''كفانا عراكا وشتما ويجب علينا الذهاب بالأفانا إلى أبعد نقطة ممكنة''، كما دعا إلى ''تطهير الحزب من بعض الأشخاص الذين لا يخدمونه'' لأن الأشخاص حسبه يجب أن يتم تقييمهم وفقا ''لبرامجهم وأفكارهم وليس بولائهم''. تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية نورالدين يزيد زرهوني أكد أن مصالحه لا تزال تعتمد القيادة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الثاني للجبهة الوطنية الجزائرية، المنعقد في أواخر ديسمبر من السنة الماضية بتيبازة، والذي انتخب فيه المؤتمرون موسى تواتي رئيسا للحزب.