اتفق المشاركون في مؤتمر ''الترجمة وحوار الثقافات'' الذي عقده اتحاد كتاب مصر بمقره الجديد بقلعة صلاح الدين بالقاهرة على ضرورة تفعيل الترجمة من اللغة العربية للغات الأخرى، ووصفوها بطريق الحرير لحوار الحضارات، ولكنهم اختلفوا في رصد أسباب تعثرها، وتحولها إلى أداة لتشويه صورتنا. وصفت وزيرة الثقافة خليدة تومي حوار الثقافات ب ''معركة الكون''. وأكدت أن الأمة العربية لا يمكن أن تخوض المعركة بدون سلاح الترجمة. وطالبت وزارات الثقافة العربية بالكفاح المشترك لمواجهة أزمة التمويل. وأكدت أن التكاتف العربي مطلوب في اللحظة المصيرية الراهنة.من جهته اكد رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي تعرض حركة الترجمة لعقبات كثيرة مؤخرا حتى تراجعت في قائمة أولويات الوطن العربي كله.وحذر من عواقب استمرار هذا التجاهل لدور الترجمة، واعتبرها الأداة الأولى في التواصل والحوار مع الآخر. اما أوليج بافكين أمين عام اتحاد كتاب روسيا فأشار إلى أن عددا كبيرا من كتاب روسيا اشتهروا في وطنهم بعدما نجحت رواياتهم المترجمة. وأكد أن جزءا كبيرا من قيمة ثقافة أي أمة، مرهون بقدرتها على الوصول والتأثير في الثقافات الأخرى، مبرزا أن ترجمة الآداب، هي فكرة إنسانية بالأساس وقضية وجود. في سياق متصل نبه الروائي الكبير بهاء طاهر إلى أن أزمة الترجمة العربية لا تنحصر في الكم فقط ولكن في الكيف أيضا. وقال ''لنا أن نشعر بالحسرة لأن ما يترجمه العالم العربي كله أقل مما تترجمه دولة أوروبية واحدة. ولكن علينا أن نشعر بالخطر لأن ما نترجمه في الأغلب (مشوه) وغير دقيق.'' كما أصدر المؤتمر عددا من التوصيات في جلسته الختامية تنص على مناشدة الجامعة العربية بأهمية إنشاء هيئة تابعة لها تتولى دعم وتوحيد جهود الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية والتعاون في هذا مع كبار الناشرين العرب و مخاطبة الهيئات والمؤسسات الثقافية المتخصصة (الحكومية والأهلية) في العالم العربي بضرورة وضع خريطة ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية في أولويات أنشطتها.