في إيطاليا بلد روائع الكالتشيو عادة ما يطرح على مسيّري هذه المنافسة المثل التالي: '' قلّي كيف تبرمج.. أقول لك مستوى المنافسة التي تشرف عليها''. عندنا سيجد القائمون على شأن تسيير البطولة الوطنية لكرة القدم مرة أخرى أنفسهم أمام عائق كان يفترض أنهم قاموا بتحييده من زمان، عائق سيكون ممثلا في صياغة أجندة ما تبقى من الموسم الجاري. ويلعب عنصر الزمن المغيّب إلى الأبد من ''عقول'' المبرمجين دور القشة التي ستقصم ظهر هذا ''القوم''، لاسيما بعد أكد رئيس الفاف عبد الحميد حداج بأن شطر مرحلة الإياب من البطولة سوف لن يشرع فيه ما لم يتم تسوية أمر المباريات المتأخرة عن مرحلة الذهاب. وبطريقة عملية، ترتسم أمام المكلفين برسم أجندة البطولة الحقائق التالية: 17 جولة من مشوار البطولة، 5 جولات من منافسة كأس الجمهورية، مشاركة أربعة من نوادينا وهم الشبيبتان القبائلية والبجاوية وجمعية الشلف وفاق سطيف في الاستحقاقات الإفريقية، زائد خوض هذا الأخير لما تبقى من غمار دوري أبطال العرب، فضلا عن تربصين للمنتخب الوطني استعدادا للتصفيات المركبة لكأسي العالم وإفريقيا ,2010 ضمن محطتين إعداديتين يفترض أن يلعب فيهما أشبال الناخب الوطني رابح سعدان مباراة رسمية ضد رواندا يوم 28 مارس المقبل وأخرى ودية أمام البنين يوم 11 فيفري القادم، وقد يلعبون مباراة احتكاكية أخرى نهاية شهر ماي، وهو ما يرغم المبرمجين على تخصيص شهر جوان المقبل للمنتخب الوطني مع تجميد المنافسات الوطنية أو إنهائها بالتزامن مع لفظ شهر ماي المقبل لأنفاسه الأخيرة، على اعتبار أن ''الخضر'' تنتظرهم خلال الشهر الميلادي السادس مواجهتان حاسمتان واحدة في مطلعه داخل القواعد أمام مصر وأخرى ضد المضيف زامبيا. والآن تلوح أمام المنظمين خيارات زمنية أحلاها مر، فهم سيكونون إما مطالبين بإجراء كل محطة من محطات البطولة والكأس مرة كل أسبوع، وهنا يستحيل إنهاء المشوار في آوانه، وبالتالي قد يلجأون إلى تأخير الموسم الجاري إلى الخريف المقبل وهو قرار سلبي اتخذ سابقا، وإما تسطير مواعيد في منتصف الأسبوع وهنا تطفو إلى السطح مطالبة رؤساء الأندية المشاركة في الاستحقاقات الدولية ? ''تدليلها'' من خلال ضبط برمجة على مقاسها والأمثلة جاهزة لا يسعنا المقام لسردها، وبالتالي تؤخر مواجهاتها مع ما ينعكس ذلك بالسلب على الرزنامة، من خلال تمديد عمر مشوار البطولة والكأس إلى موعد غير مرغوب فيه. بقي الآن التذكير بأن مشوار البطولة والكأس لابد أن يختتم مبكرا نهاية ماي مثلا، حتى تعطى انطلاقة الموسم المقبل مبكرا، لاسيما في حال تأهل ''الخضر'' لموعدي ''الكان'' والمونديال، وعلى ذكر هذه الاستحقاق الأخير، فالفيفا ستطالب الاتحادات الأهلية بإنهاء الموسم القادم مع مطلع ماي 2010 تحضيرا لموعد كأس العالم.