فيما اعتبرته رد على الرسالة التي بعث بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لتهنئته بفوزه برئاسة أمريكا ، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد أعدوا رسالة من باراك أوباما لإيران تهدف إلى إنهاء حالة الجمود في العلاقات الأمريكيةالإيرانية وتفتح الطريق أمام إجراء محادثات مباشرة. ووفقا للصحيفة فإن الرسالة تتضمن تأكيدات على أن واشنطن لا تريد الإطاحة بالحكومة الإيرانية ، لكنها تسعى إلى حدوث تغيير في سلوكها، وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أعلن الأربعاء الماضي أن بلاده ترحب بحديث أوباما عن تغيير السياسة الأمريكية بشرط أن يشمل ذلك سحب القوات الأمريكية في العالم ، واعتذارا عن ''الجرائم'' التي ارتكبتها بحق طهران ، قائلا :''إذا كانت التغييرات التي أعلن عنها أوباما جادة وجوهرية حقا ، عندئذ سنرحب بها ، لكن إذا لم يكن هناك سوى تغيير في النبرة والتكتيك ، عندئذ لا شيء يمكن أن يتغيرس. وحدد نجاد شروط طهران للحوار واشنطن ، قائلا ''أولئك الذين يقولون إنهم يريدون التغيير ..فهذا هو التغيير الذي يجب أن يحدثوه ، يجب أن يعتذروا للأمة الإيرانية ويحاولوا إصلاح تاريخهم الأسود والجرائم التي ارتكبوها في حق الأمة الإيرانية ، حين يقولون إن السياسات ستتغير فهذا يعني أنهم سينهون الوجود العسكري الأمريكي في أنحاء العالم'' وذلك في إشارة إلى القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان ، ووجه نجاد كلمات قاسية إلى سلف أوباما ، قائلا :''السيد بوش ذهب إلى مزبلة التاريخ بملف مخز شديد السواد مملوء بالخيانة والقتل..غادر وبمشيئة الله سيذهب إلى الجحيمس. وجاءت تصريحات نجاد ردا على قول أوباما في أول حديث تليفزيوني رسمي له إن إيران ستجد يدا ممدودة من جانبه إذا ''أرخت قبضتها''.، وتعد مبادرة أوباما نهجا جديدا يختلف عن سياسة الرئيس السابق جورج بوش الذي سعى لعزل طهران ، ويقول دبلوماسيون غربيون إن التغيير في واشنطن يمكن أن يمنح الخصمين فرصة لا تحدث إلا مرة في جيل بأكمله لإنهاء ثلاثة عقود من العداء. يذكر أن الولاياتالمتحدة قطعت علاقاتها مع إيران بعد أن احتل طلبة إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران عقب قيام الثورة الإسلامية عام 1979 واحتجزوا من فيها رهائن لمدة 444 يوما