اعتبرت الحكومة الإيرانية أن عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما إجراء محادثات مباشرة مع طهران يشير إلى فشل سياسة "الهيمنة" الأميركية التي اتبعها الرئيس السابق جورج بوش. ونقلت وكالة أنباء مهر الإخبارية عن المتحدث باسم الحكومة غلام حسين إلهام قوله إن "هذا الطلب يعني أن الأيديولوجية الغربية أصبحت إيجابية، وأن الفكر الرأسمالي ونظام الهيمنة قد فشلا". وأضاف المتحدث أن المفاوضات هي أمر ثانوي مؤكدًا أن "القضية الرئيسية هي أنه لا سبيل (أمام الولاياتالمتحدة) إلا التغيير". وكان أوباما قد دان قبل أيام قليلة تهديدات طهران بمحو إسرائيل من الخارطة، لكنه شدد على أهمية الحديث إليها بشكل يشرح بوضوح الخلافات والفضاءات التي يمكن تحقيق تقدم فيها، وقال إنه يرغب في مد يد المحادثات إلى طهران، إذا كانت الأخيرة مستعدة لأن "ترخي قبضتها". وقد تحدثت صحيفة غارديان البريطانية عن رسالة تستعد الإدارة الأميركية لتوجيهها إلى إيران تكون بمثابة مسودة لسياستها الجديدة تجاه هذا البلد، وهي رد على رسالة تهنئة بعث بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى أوباما عند انتخابه في نوفمبر الماضي. وكانت الردود الإيرانية على تصريحات أوباما وإدارته حول إيران قوبلت بردود إيرانية مختلفة، حيث انتقد الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر رفسنجاني أمس إشارة الإدارة الأميركية إلى أنها تحتفظ بكل خيارات الضغط على إيران بسبب برنامجها النووي التي تتراوح بين الدبلوماسية والعمل العسكري. لكنه أكد أنه في حال تغيير نهج واشنطن تجاه برنامج إيران النووي فإن طهران ستتعاون معها في الشرق الأوسط.كما قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الخميس الماضي متحدثًا في منتدى دافوس السويسري إن بلاده مستعدة للتعاون مع الإدارة الأميركية الحالية، لكنها تنتظر أن يرفق أوباما حديثه عن التغيير "ليس بالقول وإنما بالفعل"، معربًا عن أمله في أن يتغير موقف واشنطن من برنامج بلاده النووي.أما أحمدي نجاد فقال في خطاب له الأربعاء إن التغيير الذي تتحدث عن الإدارة الأميركية يجب أن يبدأ بالاعتذار لإيران عما قال إنه "الجرائم التي ارتكبت بحق الأمة الإيرانية" التي من بينها -حسب قوله- محاولة عرقلة برنامج نووي سلمي لتوليد الطاقة، مشددا على ضرورة عدم عزل بلاده.يذكر أن بوش رفض دائما إجراء محادثات مباشرة مع إيران -التي صنفها على أنها جزء من مما تسميه أميركا "محور الشر"- إلا في حال تخلي طهران عن برنامجها النووي التي تخشى واشنطن أنه سيستخدم لأغراض عسكرية، في حين تؤكد طهران أنه لأغراض مدنية.