ببرنوس جزائري وكوفية فلسطينية وقلب مصري وعربي صميم اعتلى زعيم الشعر العربي الملتزم ''احمد فؤاد نجم'' خشبة المسح الوطني محيي الدين باشطارزي حاملا على كتفيه المرهقتين رسالة حب ودعوة إلى وحدة عربية يهددها خطر الانشقاق. فؤاد نجم استطاع ورغم هدوء صوته الذي اطفأه تقدم السن ان يزلزل جنبات المسرح شعرا ثوريا، هواجسه تعدت هواجس كل المثقفين وانشغالته تعدت حدود انشغالات كل الساسة العرب. في ظرف استثنائي وحلقة استثنائية حل الشاعر الشعبي الثائر ''احمد فؤاد نجم'' أول أمس ضيفا على حصة ''صدى الأقلام'' التي أراد القائمون على إدارتها تكييفها ضمن برنامج احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية التي ستتكاثف جهود كل الدول العربية وفي مقدمتها الجزائر على احتضانها ضمن أقطارها بسبب صعوبة إحيائها في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، حيث تندرج زيارة ''نجم'' إلى الجزائر. وقدم الشاعر باقة من أجمل وأصدق وأفصح ما قال فاندمجت أشعاره في جو سياسي وانبثقت كلماته من صلب الغضب الجماهيري وتمحورت مواضيعه حول مسائل القومية العربية تناولها نجم خلال أمسيته الشعرية التي حضرها عدد كبير من المثقفين والفنانين والسياسيين الجزائريين والعرب وفي مقدمتهم ممثل السفارة الفلسطينة. وقد كانت بداية الأمسية بقصيدة ''صيادين العرب'' والتي يقول في مطلعها: والله زمان يا طرب ويا وحدة عربية. هذه القصيدة التي وقف ضمنها ''فؤاد نجم'' على أطلال أمجاد الانتصارات العربية والوحدة القومية. ليردفها بقصيدة ''ورق'' والتي قدمها تحية للمجاهدة الجزائرية ''جميلة بوحيرد'' التي كانت ضمن الجمهور، وبالمناسبة علق الشاعر أنه حين تم اعتقال جميلة بوحيرد في سنوات الخمسينيات ولدت بمصر 20 ألف جميلة، وهو ما اعتبره دليل الوحدة والنصرة العربية التي كانت تميز الشعوب العربية آنذاك. وفي لفتة للزعيم المصري جمال عبد الناصر قال الشاعر قصيدة ''زيارة لضريح الناصر'' رغم أنه كان من أشد المناهضين لشعره وكتاباته بصفة عامة. واسترجاعا لبعض الأوقات الحميمية التي قضاها الشاعر في الجزائر قامت إدارة المسرح بعرض شريط فيديو خاص بإحدى الحفلات التي أحياها المغني الصعيدي ''الشيخ إمام'' بحضور فؤاد نجم وعدد كبير من المثقفين والساسة الجزائريين. الشريط خاص بأغنية ''يا عبدالودود'' التي يحفظها الكثير من الجزائريين. ليتبعها الشاعر بقصيدة ''بيان '' التي سجن بسببها سنة كاملة لما تضمنته من انتقادات وشتائم لنظام وحكم السادات الذي وصفه بالموهوب بالغباء، وتضمنت القصيدة إسقاطات سياسية كبيرة على الوضع الراهن. كما اغتنم الشاعر المصري الفرصة ليوجه نداء لكل الشباب العربي الذي يصف الشعب المصري بالخيانة، إلى التوقف عن هذه الإساءة للشعب المصري الذي قال إنه في حالة إنعاش وأنه على العرب الوقوف إلى جانبه لا ضده لأن الشعب المصري جد متعب من الضغوط والقيود المفروضة عليه من قبل السلطة الفاسدة التي تحكمه. مضيفا أن الإعلام المصري لم يكن أمينا في نقل موقف الرأي العام المصري إلى العالم العربي وإنما اكتفى بنقل آراء الذل والهوان للحكام المصريين. مذكرا بال 200 ألف مصري الذين استشهدوا في سبيل استقلال فلسطين. كما دعا من على خشبة مسرح محيي الدين باشطارزي كل العرب إلى عدم الدخول ضمن اللعبة الإسرائيلية التي تسعى إلى تفريق العرب وخلق الخلافات والانشقاقات بينهم.