أجمع باحثون سبب تدني الثقافة السياحية في الجزائر إلى غياب المتاحف التي من شأنها أن تعرّف بالموروث المادي لبلادنا وأكدوا أن المتاحف في الجزائر تعرف هجرانا كليا للزوار تعود الأسباب ذلك إلى غياب ثقافة المتحف لدى الجزائريين محملين الدولة بشكل عام ووزارة الثقافة بشكل خاص مهمة تثقيف الفرد الجزائري في هذا الميدان بالنظر إلى الأهمية القصوى التي يتضمنها المتحف بالنسبة للثقافة الجزائرية فن المتاحف لا يدرس في معاهد الهندسة ببلادنا اضطرت وزارة الثقافة في الآونة الأخيرة إلى الاستعانة بالخبراء الأجانب لتسيير وبحث ملف المتاحف الذي يؤرق الدولة خصوصا مع نقص الكفاءات الجزائرية في الميدان وغياب مادة تعليم فن المتاحف في بلادنا وتسييرها وفي جولة قامت بها "الاتحاد"إلى متحف باردوا بالعاصمة تبين أن كل المسييرين والمضيفين هم من خريجي المعاهد الأخرى وأغلب المستقبلين في المتحف هم طلبة معهد الفنون الجميلة وفي حديثه ل"الإتحاد " أكد المدير العام للوكالة الوطنية لتسيير المنشآت الكبرى الخاصة بالثقافة أن فن إنجاز المتاحف لا يدرس في معاهد الهندسة ببلادنا وهو أسماه ب" المعضلة " خصوصا وأن هناك أخطاء كثيرة ونقائص أكثر ترتبط كلها بمقاربة هندستنا للمتاحف غياب المتاحف يؤدي إلى تراجع السياحة اعتبر عبد الحليم سراي المتحف من أهم العناصر التي يعتمد عليها في العالم للترويج للسياحة في البلد خصوصا وأن هذه المنشآت تضم معالم الحضارة والثقافة في ذلك البلد وتعرف بالموروث الثقافي والفني للمنطقة وبخصوص هذا الشأن في الجزائر فيؤكد مدير الوكالة الوطنية لتسيير إنجازات المشاريع الكبرى للثقافة أن غياب المتاحف من أهم العوامل التي أثرت على المردود السياحي في السنوات الأخيرة وتعمل على قتل السياحة بالنظر إلى المتاحف المغلقة بعضها بسبب عمليات الترميم التي لم تنتهي والأخرى لغياب خبراء في الميدان، من جهة ثانية عرج المتحدث على طرق بناء المتاحف التي تعتمد كثيرا على تكنولوجيات الحديثة مضيفا" إن بناء أو تصميم متحف يعتمد أكثر شيء على التقدم العلمي والتكنولوجي ويعتمد أيضا على تعدد التخصصات والمهن المرتبطة بتصميم وهندسة المتاحف" وهو الأمر حسب المتحدث الذي يعني توسعا هائلا في المعارف وطرق تصميم وهندسة المتاحف. وبخصوص طرق بناء المتاحف وتسييرها في الجزائر يؤكد سراي أن نظرتنا إلى هذا الأمر كانت خاطئة معلقا على ذلك بالقول "إن بزوغ التكنولوجيات الحديثة المرتبطة بالحفاظ على التحف والتراث الثقافي من شأنه تغيير نظرتنا إلى المتاحف بشكل جدري ودعا سراي بالموازاة مع ذلك إلى ضرورة استعمال هذه التقنيات الحديثة في حفظ التحف المتبعة لدينا اليوم بدءا بالتصميم الرخامي ومرورا بالقطع الحديدية والأقمشة تواجه اليوم طرق الحفظ الحديثة التي هي في مجملها ممكنة وسهلة التطبيق وذلك من طرف المهندسين والمختصين في فن المتاحف وكذا الخبراء وأهل الصنائع المرتبطين بهمن وعرج سراي في حديثه على مجهودات وزارة الثقافة في الارتقاء بفن المتاحف في الآونة الأخيرة خصوصا مع المخططين الأخيرين (20052009)و(20102014) الذين عرفت الجزائر خلاله بناء العديد من المتاحف أجمع المختصون في حديثهم ل"لاتحاد" على أن الجزائر عرفت تأخرا كبيرا في مجال فن المتاحف وكيفية استعمالها وتسييرها الأمر الذي جعل الدولة تدق ناقوس الخطر والعمل في المستقبل القريب على الاهتمام الكبير بالمجال خصوصا وأن له علاقة كبيرة بسياحة البلد ومرتبط مباشرة بالتراث المادي واللا مادي للجزائر وفي حديثه أكد مراد بوتفليقة أن المتاحف الجزائرية وبالرغم من الطموح الكبير للمشاريع التي بالكاد أميط اللثام عنها فإنها لازالت تعرف نفس التناقض المتمثل في كونها تظهر دون أن تتمكن من تعرض ونوه بوتفليقة بالسياسة الجديدة لوزارة الثقافة التي التزمت بسياسة نشطة هدفها بناء متاحف جديدة وترميم وإصلاح متاحف موجودة وذكر ادمحدثنا ان الجزائر سوف تعرف بناء ما يقارب 100متحف بحلول 2020 بالمقابل أسمى بوتفليقة مهمة فحض ودراسة وإثراء المحفوظات والتحف بالتحدي وكذلك الانفتاح على جمهور متعدد ومتطلب أكثر من أي وقت مضى الأمر حسبه الذي يستدعي فاعلية أكبر لوسائط الاتصال الثقافي . وزارة الثقافة تولي أهمية كبرى للتصميم المتحفي ركزت وزيرة الثقافة خليدة تومي في كلمتها خلال الملتقى الدولي "التصميم المتحفي وخبرات تصوّر وإدارة المتاحف"الذي عقد مؤخرا بفندق "الهلتون" على المشاريع المستقبلية لفن المتاحف خصوصا وأن الجزائر تفتقر لهكذا منشآت والمتاحف الموجودة تعاني غياب الزوار وعمليات الترميم "إن الهندسة المتحفية هي في المقام الأول ودراسة الموقع وكيفية تسييرها وتساءلت تومي عن كيفية تسيير هذه المنشآت المتحفية واستقبال الزوار وعن كيفية تثقيفهم وإفادتهم" في إشارة منها لمشكل الزوار وبقاء المتاحف فارغة وغياب ثقافة المتاحف في بلادنا وهو ما تراه الوزيرة مشكلا كبيرا في كيفية إقناع المواطن على الذهاب للمتاحف وتثقيفهم في هذا الحقل الثقافي الهام منوهة بلامجهودات التي تقوم بها الدول الأخرى من أجل النهوض بهذا القطاع وهو ما تراه القيام بإجراءات تنفد واحدة تلو الأخرى هدف ذلك هو العرض وحسن تقديم التحف حسب ما يقتضيه الوضع الزماني والمكاني للمشروع المراد إنجازه من جهة أخرى كشفت الوزيرة عن عدة مشاريع متحفية منها ما هو في طور الإنجاز وأخرى سترى النور قريبا على غرار إنجاز متحفين في قسنطينة في إطار عاصمة الثقافة العربية 2015 والتي اختيرت مدينة الجسور المعلقة مكان الحدث ومشاريع متحفية أخرى في عديد الولايات كتيزي وزو وخنشلة بشار وأم البواقي مركزة على الحديث عن مشروع إنجاز متحف خاص بالدول الإفريقية هنا في الجزائر بعد اختيار الاتحاد الإفريقي لبلادنا مقرا للمشروع وأكد ت تومي أن جميع الدول الإفريقية العضوة في الاتحاد كانت سارعت لطلب احتضان المشروع لكن إدارة الاتحاد الإفريقي اختارت الجزائر خلال مؤتمر وزراء الثقافة الأفارقة الذي عقد في فيفري 2006 أن المتحف الذي أطلق عليه اسم "متحف إفريقيا" سيبنى بالواجهة البحرية للعاصمة في إطار عمليات إعادة التهيئة التي يعرفها المكان وذكر سراي أن مناقصة البناء في طور الإنجاز بعدما طُلب من الجزائر أن تقيم المشروع في 2006 لكنه تأخر إلى هذه السنة وبخصوص المدة الزمنية يضيف محدثنا أن الدراسات ل"متحف إفريقيا" تأخذ بين 14و16 شهرا ينطلق فيها هذه الأيام فيما كشف ذات المتحدث أن الانطلاق الفعلي في البناء سيكون السنة المقبلة 2014 وفي حديث دي صلة قال سراي على هامش افتتاح الملتقى الدولي "التصميم المتحفي وخبرات تصوّر وإدارة المتاحف" أمس أن الحدث سيميط اللثام عن المشاريع الخاصة بالمتاحف وذلك بتبادل الخبرات مع الخبراء الدوليين الحاضرين في الملتقى خصوصا وأن الجزائر تعرف تأخرا كبيرا في المجال والمتاحف الموجودة لا تتوافق مع المعايير الدولية سواء ما تعلق بالبناء أو طريقة التسيير. من جهتها ركزت خليدة تومي في حديثها عن أهمية مشروع "متحف إفريقيا" الذي يهدف إلى تباين الإنجازات الإفريقية في ميادين الاختراع والإبداع والتجديد وتكريس القيم الإفريقية الجوهرية بالمقابل كشفت وزيرة الثقافة عن مشاريع متحفية سوف تقام وهي قيد الدراسة مثل إنجاز المتحف الوطني للطبخ التقليدي، ومتحف للفن الحديث وآخر للموزاييك.