جزائريات تجاوزن سن الثلاثين شرعن في رحلة بحث عن زوج"وما أكل السبع" المهم رجل يخلصها من عالم العنوسة و يزيح عن جبينها كلمة "بايرة" التي دبغها المجتمع على جبينها،و بات المال و الجاه لا يهمها بعد أن كن يرونهما شرطان أساسيان يجب أن يتوفران في فارس أحلامهن،فأصبح أمرا حتميا أمام الفتيات اللواتي قلت لديهن فرص الزواج أو انعدمت بعد أن فاتهن القطار أن يبحثن عن رجل بدون شروط مادية كانت أو معنوية. هن سيدات تحصلن على شهادات علمية و أخريات استقررن في مناصب مرموقة و هن على قدر من المال و الجمال حُرمن من النصف الثاني ،بعد أن أدرجهن المجتمع في خانة "البايرات" و بات ينظر إليهن ك "عبء على الأسرة"،فلم يعد تهمهنّ الرفاهية و العيش الرغيد بقدر ما تهمهنّ وسيلة التخلص من حياة العنوسة التي حوّلت حياتهن إلى جحيم رغم مستوياتهن العلمية،حتى أصبح حتما مقضيا على الجزائريات اللواتي قلّت لديهن فرص الزواج في الجزائر أو انعدمت،أن يقبلن برجل و سلام من دون أي شروط مادية أو معنوية،توقفت يومية "الاتحاد" عند هذه الظاهرة التي تتزايد يوميا في الجزائر و بلغت أرقاما مخيفة سجلها المعهد الوطني للإحصائيات. فتيات يفكرن بمنطق "رجل و السلام" باتت قضية "ظل رجل و لا شجرة" تتبناها معظم الفتيات في الوقت الذي لا تتوفر لديهن فرص الزواج،هو واقع تعيشه كثيرات من الجزائريات اللاتي أصبحن يفكرن بمنطق "رجل و السلام"،ففي جولة استطلاعية قامت بها يومية "الاتحاد" في بعض أحياء العاصمة أجمع بعض المواطنون خاصة الأولياء منهم أن شرطهم اليوم لتزويج بناتهم هو السعادة فقط،"الراجل ميخليش مرتوا للشر علاش عليهوم هذي الشروط.." هكذا كان رأي الخالة "سعدية" من بئر خادم ،و ذكرت أن ابنتها الوحيدة "شيماء" كانت تتحجج بدراستها و ترفض الخطاب الذين يتقدمون إليها،و بعدها بعملها ،و لكنها قامت بإقناعها بأن الدراسة أو العمل قد تستدركه يوما أما قطار الزواج فقد يمر من دون رجعة،فقامت بتزويجها مع أول زوج تقدم إليها بعد إكمال دراستها و هي الآن تعيش حياة تحمد الله عليها،و تضيف "الخالة"سعدية" أن البنات اللاتي بلغن مرحلة الأربعين من دون زواج كنّ مغرورات يوما بشبابهن و هن السبب في وصولهن لتلك الحالة،فقد حمّلت مسؤولية العنوسة على عاتق الفتيات اللاتي يشترطن شروطا مادية على الأزواج و عدم القناعة بالسعادة التي يحنّ إليها الكثير من الأغنياء. كلمة "بايرة" ترعب الفتيات "أثقلتني الهموم..فكلما رأيتهن أمامي أشعر بالضيق ،لا لوجودهن بل لتسرب حلم الزواج من بين أيديهن ، أتممن تعليمهن الجامعي و قبعن تحت طائلة انتظار للوظيفة ،و من ثم الزواج.."، هي عبارات "أم خالد" من بومرداس والدة ثلاث بنات تجاوزت أعمارهن ال30 فالكبرى 38 سنة ،و من تليها 35 و الصغرى طرقت باب الثلاثين قبل أشهر قليلة،حيث أصبح هاجس تزويج بناتها كالكابوس المخيف الذي يطرق غفوتها في كل ليلة"يا بنتي راني خايفة نموت أو مانفرحلهومش..لوكان تزوجوا صغار أو ماقراوش.."،فكل ما تتمناه "أم خالد" خاصة بعد وفاة زوجها أن تفرح لبناتها و تموت هنيئة دون التفكير فيهن، هاجس الفتيات غير المتزوجات بات يؤرق العديد من الأسر الجزائرية،و كلمة "البايرة" أصبحت ترعب الكثير من الفتيات. الزواج نصيب و لكن.. فيما تقول "إلهام" ذات الخامسة و الثلاثين ربيعا أنها تحلم بالاستقرار الذي يتجسد حسب قولها بالزواج و ليس بالعمل،لا سيما أنها موشكة على طرق باب الأربعينيات،و تضيف أنها يزداد خوفها من شبح العنوسة كلما نظرت إلى شقيقتها التي تجاوزت سن الأربعين و لم تتزوج حتى الآن،و تقول أنها مدركة بالقسمة و النصيب و لكن نظرات والدي و شفقة المجتمع علينا تجعلنا نحس أننا عالة ثقيلة على المجتمع،و تابعت "إلهام" أن ما يؤرقها بشدة الحيرة و الحزن اللذان تراهما في أعين والديها و إخوتهن ،و حالة الاكتئاب التي ظللت وحالة الاكتئاب التي ظللت حياتيهما. أربعينيات يستنجدن بالأقارب للحظي بالأزواج يغلب طابع "الاستجداء" على معظم الزيجات التي تتم بين الجزائريات اللواتي أصبحن في حكم العوانس،و المغتربين خاصة من كبار السن فكثيرا ما تهمس الواحدة منهن في أذن إحدى قريباتهن المغتربات"الله يسترك شوفيلي كاش راجل.."، و تبدأ رحلة البحث عن رجل ماتت زوجته أو تطلقت، ف"هدى" صاحبة ال"43"واحدة من مئات الجزائريات اللواتي استنجدن بصديقاتهن و قريباتهن المغتربات كي تحظى ولو بنصف رجل، فرغد الحياة في المهجر من شأنه أن يكمل نصفه الضائع ،فمنذ أن بلغت ال32 و هي تستجدي خالتها المتزوجة هناك أن تبحث لها عن زوج مغترب المتزوجة هناك أن تبحث لها عن زوج مغترب ،و لكن دون جدوى ،و تضيف أن رغم إحرازها على منصب عمل مرموق و جمالها إلا أنها تذرف دموع الندم على فرص الزواج التي ضيّعتها بحجة دراستها،و هي اليوم تكمل ال39 سنة في بيتهم. للعنوسة نتائج خطيرة على مستوى الفرد و المجتمع و يشير أخصائيون اجتماعيون أن للعنوسة نتائج خطيرة على مستوى الفرد و المجتمع ،حيث تشكل خطرا يؤدي إلى الأمراض النفسية أو الانحرافات ،و مصدرا لليأس و الإحباط،خاصة بالنسبة للمرآة التي تعاني أكثر من الرجل بسبب العنوسة في مجتمعات لا تزال تنظر للمرأة على أنها عبء على الأسرة لا يمكن التخلص منه إلا بالزواج،و كذلك تؤدي العنوسة إلى كبت مشاعر الأمومة و الأبوة و إلى الإقبال على البحث عن النصف الثاني.