تعاني عيادة التوليد وطب النساء المتواجدة بحي الفجر بوهران، مؤخرا ضغطا رهيبا وطوابير لا متناهية بسبب الكم الهائل المتوافد من النساء الحوامل ومن مختلف ولايات الجهة الغربية للوطن، الأمر الذي جعل هذه المؤسسة الصحية تفقد صورتها التي كانت على طبيعتها بعد الترميمات التي أجريت عليها منذ ثلاثة سنوات ولت، فقد باتت تستقبل أكثر من طاقتها الاستيعابية ونظرا للإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة والملتحقة بها.فالزائر لهذه العيادة الصحية يشده منظر النساء الحوامل بمختلف الأشهر والحالات الصحية خاصة الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالضغط الدموي وارتفاع السكر في الدم، فهؤلاء أصبحن يفترشن الأرض وعلى صدورهن رضعهن، بسبب مشكل الأسرة الغير متوفرة بحجم الحوامل المتوافدين نحو المصلحة. فقد باتت عيادة مطلع الفجر تسعف ما معدله 100 إلى 120 حالة، إلى جانب استقبالها وبشكل يومي 40 إلى 50 حالة بحاجة إلى فحوصات طبية أو تشك على الولادة، وهي لا تتوفر سوى على 65 سريرا فقط. وسبب الإكتظاظ يبقى محصورا في عدم توفر الإمكانيات المادية والبشرية والمتوفرة على حد 65 سريرا فقط لا أكثر، فهي عيادة التوليد وأمراض النساء تغطي الجهة الشرقية لمدينة وهران كلها، بالإضافة إلى بلديات أخرى واستقبال حوامل من ولايات الجهة الغربية للوطن. كما تسجل العيادة يوميا من 20 إلى 25 ولادة عادية، في حين يصل عدد العمليات القيصرية أحيانا إلى 10 حالات في اليوم الواحد فقط. بينما طاقمها الطبي المشرف عليها يتشكل من 13 طبيبا مختص في أمراض النساء والتوليد و30 قابلة. وبالرغم من قلة ومحدودية الإمكانيات التي يعمل بها طاقم عيادة مطلع الفجر، إلا أننا نجد العديد من النساء الحوامل يحبذن الذهاب إليها ويخضعون للولادة فيها، خوفا وفزعا من الفضائح المتسلسلة التي باتت تهز مصلحة الولادة بمستشفى وهران الجامعي، ناهيك عن الأوساخ وغياب النظافة وتكاثر الجرذان واحتلال القطط المسعورة لجناح التوليد، إلى جانب تفشي ظاهرة البزنسة في الرضع حديثي العهد بالولادة، فكم من فضيحة هزت مصلحة التوليد ببلاطو، ومنذ متى وأكياس القمامة المكدسة تزين المدخل الرئيسي للمصلحة، وأضحت ديكورا يشد انتباه الداخل والخارج من وإلى المستشفى، ناهيك عن الروائح الكريهة والنتنة المنبعثة من مدخل ومخرج المصلحة الذي ما إن تطأ أقدام المريض أو الزائر لقريبه أو صديقه، حتى يعكر مزاجه ويتملكه العطس والشعور بالغثيان كأن المريض أو الزائر بمفرغة عمومية لا مصلحة طبية. ومع ذلك يستمر ويتواصل الضغط الرهيب على بعض المؤسسات والعيادات الطبية الخاصة بالحوامل وأمراض النساء، فيما تهجع مؤسسات وعيادات مثيلة من فوضى التسيير والضغط الرهيب، إلا أن هذا النوع من المؤسسات يبقى خارج نطاق الخدمة والتغطية كعيادة محي الدين المتواجدة بحي الكميل.