يعتبر قطاع الصحة بالمسيلة من بين القطاعات الهامة التي يقصدها المواطنون بكثرة قصد التكفل الصحي الجيد· وتعد المؤسسة العمومية للصحة الجوارية واحدة من الفروع التي نجحت فيها مديرية الصحة بالولاية، بالنظر إلى المجهودات المبذولة وما لمسه المواطن من تحسن في الخدمة، غير أن الأنباء الواردة من عيادة التوليد سليمان عميرات بعاصمة الولاية التي تتسع ل 64 سريرا، تثير الكثير من التساؤلات وتطرح علامات استفهام حول العديد من النقاط· الزائر لهذه العيادة يكتشف للوهلة الأولى الأشغال الجارية من ترميم لبعض الأجنحة، وهي صورة أصبحت مألوفة لدى المواطن المسيلي، غير أن النقطة المهمة التي يثيرها هؤلاء وعدد من النساء الحوامل تتمثل في النقص الكبير في عدد الأطباء الأخصائيين في أمراض النساء والتوليد، حيث تتولى هذه المهمة، بالعيادة المذكورة، طبيبة واحدة تتحمل لوحدها ضغطا رهيبا لمئات النساء الحوامل يأتين من كل بلديات الولاية ال ,47 بالإضافة إلى تسجيل توافد بعضهن من ولايات مجاورة· وبعملية حسابية بسيطة، فإن أزيد من 400 ألف نسمة يتدفقون على عاصمة الولاية وتحديدا إلى عيادة سليمان عميرات· وحسبما رصدته ''الفجر''، من ردود أفعال لعدد من المواطنين الذين قصدوا هذه العيادة، فإن المعاملة السيئة لهم وعدم التكفل بمرضاهم، كان له الأثر السلبي على نفسيتهم، حيث أن التفكير في مغادرة المكان يأتي في مقدمة الإجراءات الأولى المتخذة، ليجدوا أنفسهم مجبرين على الاستعانة بالأطباء الخواص الذين يفرضون عليهم إجراء التحاليل بالأشعة، وفي بعض الأحيان إجراء العمليات القيصرية، وهو ما يعتبره الغالبية بالإجراءات المكلفة جدا والتي ليست في متناول الجميع، خاصة أن الذين يقصدون عيادة سليمان عميرات هم في الغالبية من الطبقة الضعيفة والعديمة الدخل· وحول ظروف استشفائهن، اعتبر غالبية من تحدثنا إليهن، نهاية الأسبوع الماضي، أنها سيئة للغاية بداية بالخدمات الرديئة وسوء المعاملة والنقص الكبير في النظافة على مستوى قاعة التوليد، بالإضافة لانعدام التدفئة· كما تحدث إلينا بعض الأولياء عن حالات تحويل بعض المرضى إلى ولايات مجاورة وبطرق وصفوها بالخطيرة جدا، حيث يضطر بعضهم إلى الإستعانة بسيارات ''الفرود'' لنقل بعض الحالات إلى ولايتي برج بوعريريج وسطيف المجاورتين· ويتساءل مواطنو المسيلة على عدم قدرة وزارة الصحة توفير أطباء أخصائيين في أمراض النساء والتوليد منذ رحيل المختصين الكوبيين منذ سنتين، وكذا توقيف التعامل بالتعاقد مع الأطباء الأخصائيين الخواص· وختم محدثونا كلامهم بتوجيه نداء إلى مدير الصحة بالولاية وكذا وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، للنظر إلى مختلف النقائص التي تعرفها العديد من الهياكل الصحية بالولاية، خاصة عيادة التوليد من أجل تكفل أحسن بالمرضى· من جهتنا، حاولنا نقل مختلف الإنشغالات إلى المسؤولين المعنيين، غير أننا لم نتمكن من ذلك، بسبب عدم وجود الجهة المخولة قانونا للحديث معنا كما قيل لنا·