السلطة تعودت على التقاط مطالب المعارضة الحكومة الجديدة لا لون لها السلطة طرحت فكرة دستور توافقي بمحتوى فارغ لمَّح محمد ذويبي رئيس حركة النهضة أمس، بأنها غير معنية بالمشاورات التي دعا إليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا والمتعلقة بالدستور التوافقي، مؤكدا عدم مشاركتها في المسعى إذا لم تتوفر الشروط اللازمة خاصة منها ما يتعلق بالآليات والأشخاص.وقال محمد ذويبي خلال ندوة صحفية نظمت بقره الوطني بالعاصمة والتي كانت بمناسبة اللقاء الوطني الأول للمنتخبين، إن حركة النهضة ترفض أن تنخرط في مسعى مشروع الدستور التوافقي الذي طرحته السلطة، في ظل استمرار الأوضاع على حالها، مشترطا الاتفاق على آليات توافقية وشخصيات توافقية، موضحا أن دستور توافقي بآليات غير توافقية بهذا الشكل هو دستور خاص بالسلطة وفي اتجاه واحد يرمي الى ترتيب بقاء الأشخاص الحالين في الحكم. كما أعلن الأمين العام مواصلة حركته بعملها في إطار تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، وتمسكها بعقد الندوة الوطنية للانتقال الديمقراطي التي تقرر عقدها في 17 و18 ماي الجاري، والرامية إلى بلورة الأفكار وإرجاع الكلمة إلى الشعب الجزائري.وأوضح المتحدث بأن السلطة تعودت على التقاط مطالب المعارضة وإفراغها من محتواها السياسي، مستندا في ذلك إلى ما يحدث مع الدستور التوافقي الذي قال إن المعارضة طالبت به في الكثير من المناسبات، مردفا " السلطة طرحت فكرة دستور توافقي بمحتوى فارغ"، موضحا" أما في حال كانت تريد دستور توافقي حقيقي فيجب عليها ان تتفق على الآليات والأشخاص".وقال رئيس الحزب إن المنظومة السياسية جعلت من المنتخب المحلي الأضعف في سلسلة دائرة الحكم، كونه يتحمل المسؤولية السياسية ولكن القرار السياسي في يد من هم في الأعلى، موضحا أن المفارقة السياسية ظهرت منذ الانفتاح السياسي وهو ما جعلهم كحزب سياسي يطالبون بتغيير هذه الفكرة الغير سليمة –حسبه- وعن الاستحقاق الرئاسي السابق يقول ذات المسؤول إنه قيل فيه الكثير قبل وأثناء وبعد إجرائه، موضحا أن الأحزاب السياسية المعارضة طالبت بتوفير الضمانات قبل رئاسيات 17 أفريل حتى يكون فعلا محطة لجمع الشعب وتوحيد الجبهة الداخلية، كاشفا بأن الحكومة تعيش عزلة سياسية، وأن الطريقة التي طرحت بها مشروع الدستور التوافقي جربت واستهلكت، وأضاف المسؤول الأول على رأس حركة النهضة أن الطرق التي تنتهجها الحكومة دليل على غياب الإرادة السياسية للذهاب إلى دستور توافقي، مستدلا باللجنة التي نصبت لإعداد مشروع الدستور والتي قال إنها تعمل في الظلام ولا لون سياسي لها، معتبرا أن الحكومة الجديدة لا لون لها هي الأخرى-حسب ذويبي- باعتبار أن عديد الأحزاب التي دعمت برنامج بوتفليقة خلال الانتخابات قد تم إقصائها من الحكومة في وقت كان يجب إعطائها حقائب وزارية لتطبيق البرنامج الذي دعمته، مضيفا "هذا مؤشر خطير ولا يحدث إلا في الجزائر". أما بخصوص أحداث ال8 ماي 1945 قال ذويبي إنها ذكرى تحي في الشعب الجزائري، ما حدث خلال هذا التاريخ والذي سقطت فيه أرواح العديد من الجزائريين، مردفا" نحن ننعم بالحرية اليوم بفضل تضحيات الرجال"، معتبرا أن رسالة الشهداء دين في عنق كل جزائري حر اليوم.