تطوير قدرات الاستقبال لتجاوز مشكلة العجز تتطلع مصالح القطاع إلى تحقيق تطور في شبكة هياكل الاستقبال في غضون الثلاث سنوات المقبلة لتجاوز معضلة العجز المسجل في هذا المجال بما يسمح أيضا بمواكبة الحركية الاقتصادية التي تشهدها الولاية. ويرتقب خلال الموسم السياحي الحالي دخول حيز الاستغلال ثلاث مؤسسات فندقية جديدة بكل من عاصمة الولاية و الولاية المنتدبة تيميمون بطاقة استيعاب إجمالية تفوق 200 سرير و التي من شأنها أن تساهم بشكل مباشر في تعزيز قدرات استقبال السياح، كما ستتعزز تلك القدرات أيضا بتجسيد على المدى المنظور أكثر من 40 مشروعا استثماريا في قطاع السياحة والصناعة التقليدية بعد أن تمت المصادقة على مخططاتها على مستوى الوزارة الوصية، مثلما ذكر عوماري، وستوفر هذه المشاريع المرتقبة في تدعيم الحظيرة السياحية ب 700 سرير جديدي إلى جانب استحداث أكثر من 300 منصب شغل. وفي إطار الإجراءات الرامية إلى تحفيز الاستثمار في السياحة وتسريع وتيرته تم استكمال مراجعة مخطط التهيئة لمنطقة التوسع السياحي "عين تادلس" بالولاية المنتدبة تيميمون، مما سيسمح للمتعاملين بتجسيد مشاريعهم السياحية بهذا الموقع، كما صدر أيضا قرار إعداد مخطط تهيئة أربع مناطق سياحية بكل من بربع غرب مدينة أدرار و"تاوريت" و"الشارف سيدي عيسى" ببلديتي رقان و تيمقطن جنوب و شرق الولاية، و تينركوك بأقصى شمال الولاية. تعزيز التنسيق مع الشركاء لتحقيق النجاعة في حركية السياحية ونظرا للدور الهام المنوط بالشركاء في تحريك السياحة بالمنطقة، عمد القطاع إلى تعزيز مرافقة الجمعيات المحلية، خاصة التي تنشط في مجال الصناعات التقليدية باعتبارها قاعدة حيوية لاستقطاب السياح من خلال الحرص على إشراكها في مختلف التظاهرات الترقوية "معارض وصالونات وغيرها" بهدف توفير فضاءات تتيح لهم ترويج وبيع منتجاتهم بما يضمن استدامة نشاطهم الحرفي. وفي إطار الترويج دائما تراهن المصالح الوصية على عديد التظاهرات الدورية السنوية التي تشهدها المنطقة خلال هذه الفترة التي عادة ما تستقطب جموع من الزوار، وتشمل تلك المواعيد على سبيل المثال لا الحصر كلا من مناسبتي المولد النبوي الشريف وأسبوعه الذي تشتهر بفعالياتهما السنوية بلديتي تيميو زاوية كنته بجنوب أدرار والولاية المنتدبة تيميمون الواقعة 220 كلم شمال أدرار وإحياء يوم عاشوراء ببلدية تمنطيط والوعدة السنوية مولاي عبد الله الرقاني ببلدية رقان وإحياء ذكرى وفاة الشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير بمدينة أدرار. ودائما في إطار الترويج وإنجاح الموسم السياحي الحالي سطرت غرفة الصناعات التقليدية و الحرف لولاية أدرار بدورها برنامجا ثريا بمشاركة الحرفيين من داخل و خارج الولاية، ومن ضمن فقرات هذا البرنامج صالون ''الواحة الحمراء'' الوطني للصناعات التقليدية بالولاية المنتدبة تيميمون الذي سينظم مع نهاية السنة ي ومعرض وطني للصناعات التقليدية بمناسبة أسبوع المولد النبوي الشريف بذات الجماعة المحلية، كما أوضح مدير الغرفة موساوي عبد الرحمن. وسيتم بعاصمة الولاية تنظيم صالون توات الوطني شهر نوفمبر الداخلي ومعرض الربيع تزامنا مع العطلة الربيعية شهر مارس المقبل الذي عادة ما يشهد توافدا للسياح من شمال الوطن، كما تكتسي مراكز الصناعات التقليدية أهمية بالغة في توفير فضاءات ترويج المنتوجات الحرفية وعرضها على مدار السنة بكل من بلديات تينركوك و شروين و تيميمون وأوقروت "شمال الولاية" وتمنطيط و رقان وأولف بجنوب الولاية، وانطلاقا من تلك العوامل التي تساعد على الجذب السياحي تتوقع مديرية السياحة والصناعة التقليدية تسجيل برسم الموسم السياحي الجاري ارتفاعا في عدد السياح المتوافدين على المنطقة مقارنة بالموسم الماضي ي حيث يرتقب أن يفوق عددهم 120000 سائح. التكفل بانشغالات المتعاملين لإعطاء مزيد من فرص الترويج والتنافسية أبرز متعاملون وشركاء القطاع ومن بينهم أصحاب وكالات السياحة والأسفار أهمية التكفل ببعض الانشغالات الملحة وتذليل بعض العقبات لإعطاء مزيد من فرص الترويج والتنافسية للنشاط السياحي بهذه المنطقة. وفي هذا السياق تطرق حمدي البركة -مدير وكالة سياحية بأدرار- إلى مسألة فتح المواقع السياحية المغلقة منذ 2009 و الواقعة شمال أدرار بعد أن أصبحت مناطق مؤمنة بالنظر إلى محاذاتها للطريق المعبد بين أدرار و تندوف، وانتشار أيضا مناطق سياحية مجاورة لهذا المحور بين الولايتين والتي تأتي في مقدمة الوجهات السياحية المفضلة لدى السياح وطنيا و عالميا، كما اقترح عدد منهم أيضا السماح باستغلال مسارات البرامج السياحية لتنظيم جولات على ظهور الجمال والراجلين عبر قصور تيميمون والكثبان الرملية القريبة منها والتي تغطيها شبكة الهاتف النقال ولا تبعد أكثر من 80 كلم عن المدن. ومن شأن تلك الإجراءات أن تحقق -حسبهم- عائدا اقتصاديا مربحا ينعكس إيجابيا على المشهد التنموي المحلي. كما ألحوا أيضا بالمناسبة على بذل مزيد من جهود التنسيق مع القطاع من أجل انخراط السكان المحليين و تحسيسهم بأهمية المحافظة على المواقع السياحية و مراقبتها.