يرى المدير العام السابق لمجمع سوناطراك والخبير في المجال الطاقوي ،عبد المجيد عطار، أن انهيار أسعار البترول إلى مستويات متدنية جدا لم تسجل منذ أزيد من سنة راجعة إلى تخمة السوق وارتفاع حجم العرض بالمقارنة مع مستويات الطلب على المواد الطاقوية في العالم، الأمر الذي يُخل بمعادلة العرض والطلب في تحقيق التوازن في بورصة البترول. وأشار عطار في تصريح لموقع إخباري محلي أن الأسعار المسجلة في التداولات الأخيرة لبورصة المحروقات التي بلغت 50 دولارا وهو السعر المرجعي للميزانية المعمول به في قانون المالية لسنة 2019، سيجعل مصير الجزائر من ناحية التوازن الإقتصادي والمالي مهددا خلال الأشهر المقبلة.وتوقع المتحدث عدم إنتعاش أسعار البرميل خلال الأشهر الثلاثة القادمة على الأقل، على الرغم من مساعي الدول المصدرة من داخل منظمة اوبك ومن خارجها، الرامية لضبط السوق عبر تقليص الإنتاج، وقال إنّ القرار الأخير المتفق عليه بالعاصمة النمساوية فيينا بشأن تخفيض الإنتاج بحوالي 1.2 مليون برميل في اليوم، لن يجد طريقه لتأثير على الأسعار إلا بمرور أشهر، من منطلق أن تطبيقه ميدنيا سيكون بشكل تدريجي. وذكر الخبير في الشؤون الطاقوية، بالموازاة مع ذلك، درجة إلتزام الدول المنتجة للنفط بقرار فيينا، مشيرا إلى إحتمال عدم إحترام الحصص المخصصة لكل منتج، لاسيما فيما يخص كبار الموردين للسوق الدولية على غرار روسيا والمملكة العربية السعودية، بينما أشار إلى أنّ هذه الأخيرة تواجه ضغوطات كبيرة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، تفرض عليها الإبقاء على مسوى الإنتاج مرتفعا. ومن جانب آخر، أكد عطار على أنّ المؤشرات ذات البعد الإقتصادي تدفع أيضا أسعار البرميل إلى الأسفل، بالنظر إلى تباطؤ نمو الإقتصاد العالمي لا سيما في الدول الأسياوية وعلى رأسها الصين، وهو ما يجعل مستوى إستهلاك المواد الطاقوية منخفض ويقلص الطلب عليها، وبالتالي تراجع الأسعار.