أكّد البابا شنودة أنّه لم يقدّم اعتذارًا عن تصريحات سكرتير المجمع المقدس الأنبا بيشوي، وإنّما تأسّف عن أيّ حزن أو ضيق سبّبته هذه التّصريحات للمسلمين، بينما رفض الأنبا مكسيموس تصريحات الأنبا بيشوي والّتي شكّك فيها في بعض آيات القرآن الكريم. زعم شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في حوار له مع برنامج ''الحياة اليوم''، أنّ الأقباط لم يثيروا أزمات أو تظاهرات بشأن أيّ موضوع، وإنّما المسلمين هُم الذين يقومون بالتّظاهرات ويوجّهون الشّتائم والتّجريح للأقباط، وقال إنّ ''المسيحيين لم يقيموا ضجّة في موضوع إسلام ماريانا، وإنّما المسلمين هُم مَن أقاموا ضجّة كبيرة في موضوع كاميليا شحاته''، وقال ''نحن مستهدفين غير مثيرين''. من جهته ماكس ميشيل الملقب بالأنبا مكسيموس، رئيس المجمع المقدس لكنائس القديس أثناسيوس بأمريكا والشرق الأوسط، أصدر بيانًا رفض فيه التصريحات الأخيرة للأنبا بيشوي، والّتي شكّك فيها في بعض آيات القرآن الكريم. وأكّد مكسيموس أنّ تصريحات بيشوي بعيدة عن روح الإنجيل والمسيحية الحقيقية الّتي تحترم عقائد الآخرين. وقال مكسيموس في البيان -بحسب صحيفة الدستور- ''تابعت بقلق بالغ وأسف عميق تنامي حالة الاحتقان الطائفي في مصرنا الغالية بسبب تصادم الغضب العارم مع تصريحات وتصرّفات فارقتها الحكمة، ويعلم جميع المسلمين بتأكيد القرآن الكريم نفسه أنّ المسيحيين هم الأقرب مودّة للمسلمين وأنّ التّاريخ لم يذكر حالة صدام واحدة بين المسلمين والمسيحيين في زمان الدعوة، بل على العكس قد كانت هناك نماذج مشرّفة لاحترام الإسلام لحرية المسيحيين في الحفاظ على إيمانهم المسيحي تجسّدت في علاقة المسلمين بنصارى نجران وبني تغلب، ولمَن لا يعرف دقائق التاريخ فإنّ بني تغلب لم يدفعوا جزية للمسلمين بسبب تعهّدهم بالدفاع عن الدولة من ناحية توطنهم''. وأضاف ''ومن ثمّ فإنّني أقول للمسلمين إنّ المسيحية لا يمثّلها ولا ينطق باسمها إلاّ مَن تشبّه بسلوكيات السيد المسيح والتزم بتعاليمه في الإنجيل الّتي تحض على محبّة الآخرين''. وأوضح ''فلا ينبغي أن نخلط بين المسيحية والمسيحيين الأوفياء وبين المتسمين بالمسيحية وغير خاضعين لسلطان الإنجيل وتعاليم المحبّة ولَن يكون من العدل أن يحمل الأوفياء وزر غير الأوفياء ولا أن يدفع الأبرياء ثمن أخطاء غير الأبرياء''.