أحيت، أمس، جمعية قدماء المدرسة التلمسانية، الذكرى ال 55 لاغتيال الدكتور والمثقف الشهيد بن عودة بن زرجب، من قبل الاستعمار الفرنسي، من خلال يوم دراسي حول حياته ومساره النضالي، وذلك بقاعة المؤتمرات لكلية الطب، بجامعة تلمسان. وتمحورت مداخلات المشاركين من رفاق الشهيد وأفراد عائلته، الذين تكلموا لأول مرة في محفل عام عن سيرة الشهيد. مؤكدين أن والدته رفضت في مرات عديدة، قبول تعويضات مالية ومادية من الرئيسين هواري بومدين وأحمد بن بلة. واعتبر الباحث فتحي دمرجي شقيق الشهيد تيجاني دمرجي، ورفيق بن زرجب، أن الحل لمعالجة راهن شعوب المغرب العربي والجزائر خاصة، هو وضع المثقف في مصاف ودرجة السياسي. وكان نقاش المتدخلين حول كيفية استشهاد الدكتور، بين من يعتقد أنه قد تمت تصفيته بعد التعذيب بمركز الشرطة بمدينة تلمسان، من طرف ضابط يهودي، وبين من يرى أنه قتل رميا بالرصاص بدوار أولاد حليمة، قريبا من سبدو. للتذكير، فإن الشهيد بن عودة بن زرجب من مواليد 9 جانفي 1921، بشارع باب الحديد وسط مدينة تلمسان، التي تعلّم بها ونال شهادة البكالوريا، لينتقل سنة 1941 إلى العاصمة الفرنسية باريس لدراسة الطب وبها نال الدكتوراه وتعلم الألمانية ليعود إلى الجزائر ويفتح عيادة طبية. ونظرا لتشبّعه بأفكار الحركة الوطنية، انظم مبكرا إلى الثورة، فكان يزوّد الثوار بالأدوية والمأونة التي ينقلها بسيارته، وفي مطلع سنة 1956 تنقّل إلى مدينة وهران لاقتناء آلة نسخ كان التنظيم الثوري في حاجة إليها، فانكشف أمره بطريقة لازالت غامضة إلى اليوم، فاستدعي للتحقيق، واعتقل وعذب وقتل برصاصتين في الظهر، حسب تقرير الطب الشرعي في وثيقة كشف عنها أحد المتدخلين.