أعلنت اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان عن تنظيم قافلة إلى مكان التجارب النووية برفان في ولاية أدرار، مطلع الشهر المقبل، تتكون من نشطاء من تنظيمات وجمعيات. وقال رئيس اللجنة، فاروق قسنطيني، إن الرحلة المرتقبة ''رسالة إلى الفرنسيين تذكّرهم بجرائمهم ضد الإنسانية في الجزائر''. ذكرت اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان، في بيان أمس، أن المبادرة تأتي ''في إطار إحياء الذكرى ال51 للتجارب النووية الفرنسية برفان''. وسينطلق الوفد إلى منطقة التجارب يوم 7 فيفري وتنتهي إقامته فيها يوم 13 من نفس الشهر. وأوضح رئيس اللجنة الحقوقية، فاروق قسنطيني، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، أن السفرية حضّرها حزب جبهة التحرير الوطني بواسطة عضو مكتبه السياسي، عياشي دعدوعة، وانضمت إليها تنظيمات وأشخاص ينتمون إلى جمعيات. أما اللجنة الاستشارية فستتولى، حسب قسنطيني، تأطير المبادرة. وبرمج منظمو القافلة لقاءات مع ضحايا تجارب الذرة الفرنسية برفان. وسيتم خلال إقامة الوفد تنظيم نقاش حول تداعيات التجارب النووية على الإنسان والأرض والحيوان في الصحراء، وبحث الآليات القانونية لمتابعة الدولة الفرنسية قضائيا بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية، وطلب التعويض المادي عنها. وقال رئيس اللجنة إن كل الأحزاب والحساسيات السياسية ''مرحّب بها إذا أرادت الانخراط في المسعى''. وأضاف قسنطيني: ''الهدف الأول والأخير من المبادرة هو التنديد بجرائم فرنسا الاستعمارية.. نريد أن نضع المسؤولين الفرنسيين أمام مسؤولياتهم.. ألم يكفهم أنهم احتلوا أرضنا؟ لماذا لم يفجروا قنابلهم النووية في باريس أو جزيرة كورسيكا؟''. وتابع المحامي الحقوقي: ''الأمر في غاية الأهمية، لا بد أن يطالب الضحايا بحقوقهم ولا بد على فرنسا أن تعترف بأن لهؤلاء حقوقا عليها. فالتجارب التي أجرتها بصحراء الجزائر في الستينات تعتبر بكل المقاييس الدولية جريمة ضد الإنسانية''. وأوضح بأن اللجنة الاستشارية تتعرض لضغط من طرف ضحايا التجارب النووية ''لذلك نطالب المسؤولين الحكوميين بأن يتبنوا مطلب التعويض، وأن يبلغوه للمسؤولين الفرنسيين في كل اللقاءات التي تجري معهم''. ومعروف لدى المهتمين بالملف أن فرنسا الاستعمارية أجرت 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية بين 1960 و.1966 وقد توجه الفرنسيون إلى التجارب الباطنية لأنها أقل تلويثا للبيئة، ولأن الجريمة لا تكون ظاهرة للعيان قياسا إلى ارتكابها فوق سطح الأرض. ويقول مختصون إن إشعاعات التجارب النووية الباطنية أصابت جميع السكان الذين كانوا في محيطها القريب، ولكن أيضا الأشخاص الذين وجدوا على بعد 500 كلم من مركز الانفجار.