قام مواطنون من طالبي السكنات الاجتماعية منذ نهاية التسعينيات باقتحام 190 سكن اجتماعي جاهزة للتوزيع، بطريقة غير قانونية في حدود الساعة الواحدة من ليلة أمس. وقد تمت عملية الاقتحام بعد أن تفاقم الوضع منذ يوم الأربعاء الماضي، عندما أقدم العشرات من الشباب البطال ظهيرة ذلك اليوم عند الساعة الثالثة بغلق المدخل الرئيسي لمقر بلدية سيدي لخضر والاعتصام أمامها في حركة احتجاجية لجلب انتباه المسؤولين المحليين لظروفهم الاجتماعية المزرية. ورفع المحتجون مطالب آنية، منها توفير مناصب شغل، والإسراع في توزيع السكنات الاجتماعية الجاهزة منذ مدة، والتنديد بتماطل المجلس البلدي في حل أزمة السكن الاجتماعي والريفي. كما أقدم البعض منهم على قطع الطريق الوطني رقم 11 بالمخرج الغربي للمدينة المؤدي إلى عاصمة الولاية مستغانم، قبل أن تتدخل عناصر الأمن الوطني وإعادة فتحه، إلا أن وعود المير الذي استقبل يومها المحتجين لم تعمر كثيرا. وعادت موجة الاحتجاج من جديد مع بروز تململ واضح خاصة بعد اللقاء الذي جمع مدير التشغيل ومديرة الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب بالشباب البطال في الدائرة، وهو الاجتماع الذي كاد أن يخرج عن إطاره من طرف شباب صبوا جام غضبهم على المديرين. وحاول البعض منهم الاعتداء عليهم جسديا في جو مكهرب، وطالبوا بحضور المير ووالي الولاية لطرح انشغالاتهم، مما استدعى تنقل الأمين العام لدائرة سيدي علي في ذات اليوم، وعقد اجتماعا مع شباب المنطقة وأقنعهم بإيجاد حلول لمشاكلهم، إلا أنهم عادوا في حدود الساعة الواحدة من صباح يوم الجمعة لاقتحام بالقوة في مرحلة أولى 60 سكنا اجتماعيا جاهزا بجوار المقبرة المسيحية ثم في مرحلة ثانية اقتحام 130 سكن اجتماعي الواقعة بطريق الميناء الصغير لم تنته أشغالها.