حَضَرَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما حضر من الغزوات في كلّ حياته الجهادية، وما حُفِظ عنه مرَّة أنّه هَمَّ بالتأخُّر عن مقامه قدمًا أو أُصبَعًا، الأمر الّذي جعله بين أصحابه مِلءَ العيون والصُّدور، قائدًا مُطاعًا يبتَدِر الصغير منهم والكبير إشارتَهُ، لا لأنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقط، بل ولما كانوا يرون منه من الشّجاعة الّتي كانوا يرون أنفسهم بالنِّسبة لها عدمًا صِرْفًا، مع أنّ فيهم الأبطال الّذين كانت تُضرَبُ بشجاعتهم الأمثال. وفي هذا قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: ''كُنّا إذا احمرَّ البأسُ، ولَقِيَ القومُ القومَ، اتَّقيْنا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فما يكون مِنَّا أحدٌ أدنى إلى العدوِّ منهُ'' رواه أحمد والنّسائي. وقال عليٌّ أيضًا: ''لقد رأيتُنَا يومَ بدرٍ، ونحنُ نَلُوذُ بالنّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو أَقْرَبُنَا إلى العَدُوِّ، وكانَ من أشَدِّ النّاس بأسًا'' رواه أحمد.