روى الربيع بن صبيح أنّ رجلاً قال للحسن: يا أبَا سعيد إنِّي أرى أمرًا أكرهه، قال: وما ذاك يا ابن أخي، قال: أرى أقوامًا يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثمّ يحكونك ويعيبونك، فقال: يا ابن أخي: لا يكبرن هذا عليك، أخبرك بما هو أعجب، قال: وما ذاك يا عم؟ قال: أطعت نفسي في جوار الرّحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من النّاس، إنّه لو سلم من النّاس أحد لسلم منهم خالقهم الّذي خلقهم، فإذا لم يسلَم من خلقهم فالمخلوق أجدر أن لا يسلم. وحُكي عن بعض الحكماء رأى رجلاً يُكثر الكلام ويُقل السكوت، فقال: إنّ الله تعالى إنّما خلق لك أذنين ولسانًا واحدًا، ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلّم به. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما مِن شيء يتكلَّم به ابن آدم إلاّ ويكتب عليه حتّى أنينه في مرضه، فلمّا مرض الإمام أحمد فقيل له: إنّ طاووسًا كان يكره أنين المرض، فتركه.