خلفت المظاهرات التي اندلعت، أمس، ببلدية الكاف الأحمر بولاية البيض، حوالي 20 جريحا، عشرة منهم وسط قوات الدرك الوطني، علاوة على عشرات حالات الاختناق لكبار السن، بفعل الغازات المسيلة للدموع. وقد انفجرت الأحداث في أعقاب الدعوة والاعتصام التي رفع فيها المواطنون شعار ''ارحل'' لرئيس البلدية ومجلسه المتهم بالمحسوبية والمحاباة في توزيع حصة 65 سكنا ريفيا قبل أيام. نقل الجرحى إلى مستشفى البيّض وتلقوا الإسعافات، بعد أن زارهم الوالي رفقة بقية السلطات. وقد وصف مصدر طبي الإصابات بغير الخطيرة، وجاءت بفعل الرشق بالحجارة التي استعملها الشباب. في حين ذكر مصدر أمني أن المتظاهرين استعملوا الزجاجات الحارقة. وقد بدأت الأحداث في حدود التاسعة صباحا، بعد أن تدخلت قوات الدرك لإخلاء البلدية وسطحها ومحيطها من المواطنين، وكذا نزع خيمة الاعتصام التي نصبها المطالبون بحل البلدية ومحاسبة أعضائها، مثلما قالوا ل''الخبر'' تحت خيمتهم، التي كانت منصوبة في البداية وسط الطريق الوطني رقم 6 لقطع الطريق أمام حركة المرور. وعلى غير العادة، في مثل هذه البلديات النائية، فإن المحتجين كتبوا شعاراتهم على نحو ''ارحل يا خاين ارحلوا يا خاينين''. وقد سلم المحتجون ل''الخبر'' رسائلهم الموجهة لمختلف المسؤولين من رئيس الجمهورية إلى رئيس الدائرة، والتي يتحدثون فيها عن تحوّل بلديتهم إلى إمارة غير تابعة للجمهورية، وعن جملة من الاتهامات الخطيرة للمير وعدد من الأعضاء. وتابعوا يقولون إن طريقة توزيع 65 سكنا ريفي والمشاريع والصفقات تؤكد أن بلديتهم تحولت إلى مزرعة خاصة للمير ومعارفه. وفي انتظار أن تباشر لجنة التحقيق، التي أوفدها الوالي للتأكد من حقيقة اتهامات شباب الكاف لمسؤوليهم، عملها، علمت ''الخبر'' من مواطنين أن عدد الجرحى كبير جدا، إلا أن الكثير منهم رفضوا الذهاب إلى المصحة المحلية خوفا من تقييد أسمائهم للمتابعة البعدية.