علي يحيى: الجزائر ملك للجزائريين وليس لعائلة الرئيس بوتفليقة للمرة الثامنة على التوالي تمنع السلطات الجزائرية مسيرة سلمية كانت تعتزم التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية (جناح الأحزاب) تنظيمها في ساحة الوئام المدني بأول ماي في العاصمة، وللمرة الرابعة يتغيب رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي عن المسيرة. أحاط عناصر الشرطة بالرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان علي يحيى عبد النور، عند وصوله إلى ساحة أول ماي، مرفوقا بالمكلفة بملف حقوق الإنسان في المكتب الوطني للأرسيدي السيدة سادات، قبل أن ينظم إليهم عدد من المتظاهرين لم يتجاوز عددهم 20 شخصا، كان يتقدمهم عثمان معزوز رئيس الكتلة البرلمانية للأرسيدي، والمتحدث باسم الأرسيدي بلقاسم بلعباس، والنواب محمد خندق وأرزقي عيدار، إضافة إلى رئيس جمعية ضحايا أكتوبر، محند أزواو، وجمعية ضحايا الخليفة، عمر عابد، وعدد قليل من الطلبة والشباب. ومنعت قوات الشرطة التي حضرت بأعداد كبيرة وأغلقت بالأعمدة الحديدية ساحة أول ماي، المتظاهرين من السير باتجاه ساحة الشهداء، وأبقت عليهم تحت الحصار بالقرب من بوابة مستشفى مصطفى باشا، وبين الحين والآخر كان مسؤول الأمن المكلف بمراقبة المسيرة يتلقى تعليمات عبر جهاز الراديو، تطلب منه أن ''يفتح'' للمتظاهرين أو ''يغلق'' عليهم المكان. وأصر المشاركون في المسيرة التي تحولت إلى تجمع خطابي صغير، على الاستمرار في التظاهر كل يوم سبت رغم تقلص عدد المستجيبين لنداء التظاهر، واستفزوا عناصر الشرطة بقولهم ''سنعمل كل يوم سبت على أن يتم تسخيركم في المسيرة، لن تأكلوا ولن تشربوا، وستظلون هنا معنا''. ورفعوا شعارات تطالب بإسقاط النظام، وتكريس الحريات السياسية والمدنية، واعتبروا أن قرار السلطات رفع حالة الطوارىء في البلاد، يتناقض مع مبدأ منع المسيرات في العاصمة، كما اختلطت هذه الشعارات مع شعارات محلية، يطالب أحداها بالتحقيق في حالة فساد بمحطة بنزين في باب الوادي. واتهم عضو المكتب الوطني للأرسيدي محمد خندق -صراحة- رئيس بلدية المدنية في العاصمة بشراء ما وصفهم ب''البلطجية'' لمهاجمة رئيس الحزب سعيد سعدي في مسيرة سابقة نظمها الحزب في المدنية، وزعم خندق بأن رئيس البلدية وعد الشباب مقابل ذلك بالسماح لهم بالبيع فوق الأرصفة، ووعودا بالحصول على محلات تجارية. وقال عمر عابد المتحدث باسم ضحايا بنك الخليفة ''لماذا يتم منعنا من المطالبة بحقوقنا، مقابل السماح لمؤيدي الرئيس بوتفليقة بتنظيم المسيرات، وقتما شاؤوا''، في إشارة منه إلى محاولة أحد مؤيدي الرئيس بوتفليقة كان يحمل صورة كبيرة للرئيس استفزاز المشاركين في التجمع. ورفض علي يحيى عبد النور التصريح للصحفيين وقال ''جئنا اليوم للمسيرة وليس للتصريح، يجب أن يعرف الجزائريون أن الجزائر ملك لهم وليس لعائلة الرئيس بوتفليقة''. وتغيب عن المسيرة رئيس الأرسيدي سعيد سعدي، دون أن يعرف سبب هذا التغيب، وهذه هي المرة الرابعة على التوالي التي يعزف فيها سعدي عن المشاركة في المسيرات التي يتقدم حزبه الداعين إلى تنظيمها كل يوم سبت. وتعد هذه ثامن مسيرة سلمية يتم منعها من قبل السلطات، منذ بدء حركة المسيرات المطالبة بتغيير النظام في الجزائر في 22 جانفي الماضي.