أشارت السيدة أويزا فورغيتر، سفيرة النمسا بالجزائر، إلى أن العديد من الشركات النمساوية ترغب في الاستثمار في الجزائر، رغم اعتماد القوانين الجديدة المؤطرة للسوق، مذكرة بأن فيينا والجزائر تربطهما اتفاقية شراكة ثنائية منذ .1987 وأوضحت السفيرة أن المؤسسات النمساوية متواجدة في السوق الجزائرية، خاصة في مجال السكك الحديدية والمياه والصناعة الصيدلانية، حيث قامت المؤسسات بإنجاز عدة مشاريع منذ الثمانينيات من أهمها خط مكهرب يربط بين الحراش والثنية على مسافة 43 كلم. وتعمل مجموعة ''سيمنس ايستل'' بالخصوص في السوق الجزائري، على عصرنة وتطوير الخطوط، إلا أن أهم مشروع تقوم به الشركات النمساوية افتكته ''كابش'' التي أسندت لها مهمة عصرنة شبكة السكك الحديدية على طول 4000 كلم، منها جزء يقدر ب 1500 كلم في مرحلة أولى. أما بالنسبة للمياه فإن الشركات النمساوية قامت بإنجاز وتسيير عدة محطات للتطهير من بينها محطة الكرمة بوهران التي قامت بإنشائها ''تاك فاباك'' التي التزمت بالتكوين ونقل التكنولوجيا، وشركة ستاباك التي أنشأت محطة بورفلة للقضاء على المياه الصاعدة، فيما شكلت شركة ساندوز شركة مختلطة جزائرية نمساوية في قطاع الصناعة الصيدلانية، مع إقامة وحدة لإنتاج الأدوية منذ 2001 بواد السمار. وشددت السفيرة النمساوية على اهتمام المؤسسات النمساوية بالسوق الجزائري، مشيرة إلى أن عددا منها يقوم بالمساهمة في إنجاز ميترو الجزائر، ويتعلق الأمر بشركة ستاباك على خطي حي البدر البريد المركزي وحي البدر الحراش. فضلا عن ذلك، قررت شركات نمساوية الدخول في السوق الجزائري، من خلال الدراسات الهندسية والمصاحبة وتوفير العتاد والتجهيزات لمصفاة أرزيو وسكيكدة ومركب الحجار وإنشاء فرع روكسال لإنتاج الورق. وعن آفاق التعاون الاقتصادي، كشفت السيدة أولريكي ستراكا أن البلدين وقعا على اتفاقية عدم الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار وأن المبادلات التجارية البينية تقدر ب160 مليون أورو، صادرات نمساوية باتجاه الجزائر و35 مليون أورو واردات، وأن الطلب على النفط تراجع في أوروبا عموما، ما ساهم في تخفيض الصادرات الجزائرية. وأضافت المتحدثة بأن الشركات النمساوية ترغب في إقامة مشاريع وعدم الاقتصار على التجارة وتوفير تحويل التكنولوجيا والتكوين وإنشاء مناصب شغل، مراعاة لحاجيات الجانب الجزائري أيضا. يأتي ذلك في وقت أكد فيه كارل كابش رئيس المؤسسة النمساوية المتخصصة في أنظمة الاتصال الحديثة، بأن المجموعة التي أسندت إليها مشروع عصرنة السكك الحديدية، ستفتح مكتبا خاصا لها بالجزائر وستجعل الجزائر نقطة ارتكاز للتوسع وتقديم الخدمات لدول المغرب العربي.