افتتح، ليلة الأربعاء إلى الخميس، المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، بحضور محتشم للجمهور. استهل الحفل الذي احتضنته دار الثقافة عبد القادر علولة، الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية لتلمسان بقيادة ياسين حماص، بوصلات موسيقية عادت بالأذهان إلى العصر الذهبي للأغنية الأندلسية وأيام رضوان بن دالي الذي رفعت السهرة لروحه، تبعتها نوبة أندلسية غرناطية نالت إعجاب الحاضرين، الذين تجاوبوا بالرقص على إيقاعها الجميل. كما أطرب طاهر حصار الحضور بأغنية ''حتى ترى يا مولانا''، وأغنية ''الله حب لي نواها''، التي صفق لها الجميع. ليفسح الجوق المجال للفرقة الإيرانية ''طرب'' بقيادة حسن طبر التي استقبلها الجمهور بالتصفيق. وتعتمد الفرقة على فن الرديف، وهو مجموع من التراث الموسيقي الكلاسيكي الإيراني والمنظم في سبعة ''دستغا''، حسب الخصائص المشتركة للألحان وتسلسلها. وتتكون فرقة طرب الثلاثة من حسن طبر، سنتور، كمبيز محيت طنبور، وضارب على الدف ومغنّ، ومريم جاودمهر، تضرب على الطنبور والعود ومغنية. وقدّم الثلاثي بعض الأغاني القصيرة من أداء محيت ومريم يوحي، مستوحى من الطريقة القادرية الصوفية، حيث ظهرت كلمات باللغة العربية مثل ''دع الدنيا''. أصداء تأخر الحفل عن موعده المحدّد، ويعود ذلك إلى تأخر توافد الجمهور على القاعة، والذي تزامن مع الكلاسيكو الإسباني بين الغريمين ريال مدريد ونادي برشلونة الذي استهوى سكان المدينة. من شدة تأثر الحاضرين بفن النوبة الأندلسية التي أدتها الفرقة الجهوية للموسيقى الأندلسية لمدينة تلمسان، قامت أحدى العجائز ترقص تحت تصفيقات الجمهور الحاضر. تربط رشيد فرباص، محافظ المهرجان بحسن طبر، من فرقة طرب الثلاثة الإيرانية صداقة قوية، كانت سببا في تلبية الفرقة الفارسية الدعوة للمشاركة في المهرجان. أرجع البعض الإقبال المتوسط للجمهور إلى نقص التوعية الإعلامية، حيث أن الكثير من السكان يجهل مثل هذه المواعيد. فأين هي اللجنة الإعلامية المكلفة بذلك؟