قدّم المسرح الجهوي لسكيكدة، مساء أول أمس، العرض الأول لمسرحية ثورة بلحرش، من تأليف سليم سوهالي وإخراج الممثلة صونيا. وتتطرق إلى ثورة عروش جبال سكيكدة وجيجل التي قامت سنة 1808 وتعرف بثورة بلحرش، وتجاهلها التاريخ. تستعرض المسرحية من خلال خمس لوحات فنّية، الحياة اليومية لعروش المنطقة واضطهادهم أثناء الحكم العثماني، بفرض الضرائب ونهب الممتلكات وخيرات العروش في الجبال. تدور أحداث المسرحية الدرامية في ديكور بسيط، يتمثل في كرسي الباي الحاكم وممثلين بألبسة تركية، وعلى مدار حوالي ساعة وخمس دقائق من الزمن، يرفع الستار عن الممارسات التي كان يقوم بها الحاكم التركي. وتبرز المسرحية الضغوط التي كان البايات يمارسونها على العروش، من بينهم باي قسنطينة الذي سلّط عقوبات على كل من لم يدفع الغرامة، وهو الخبر الذي ينقله الآغا إلى العروش. فيؤكد له الشيخ عيسى في هذه الظروف، بأنه لم يبق لهم شيء ومخازنهم فارغة. غير أن الحاكم لم يهتم، ويقوم قائد الجنود بقتل الشيخ عيسى واختطاف أجمل فتيات القرية، حيث يغتصبن من طرف جنود الباي. يحدث هذا في الوقت الذي سافر عدد من رجالات العروش إلى الحج. وعند العودة وإخبارهم بما حدث، يتفق الجميع على الأخذ بالثأر ويلتحقون بمنطقة وادي الزهور حيث يتواجد البطل بلحرش الذي يعدّ العدة، ويبني سدا تحرسه عروش ''بني توفوت'' و''أولاد عربي'' و''المشاشطة'' وغيرهم، على المحاور التي يمر بها الباي الذي يغرق وجنوده في ذلك السد. وكانت النهاية محزنة بعد الحرب، حيث يجد ابن الشيخ عيسى حبيبته حاملا بعد اغتصابها من طرف قائد عثماني، ما يجعلها ترفض العودة إلى العرش خوفا من العار، وتفضل الموت بين ذراعي معشوقها.