تسبّب عطب في مركب تكرير البترول بالمنطقة الصناعية لأرزيو، بداية الأسبوع الماضي، في الفقدان التام للبنزين ''الممتاز'' من كل محطات الوقود في كامل ولايات الشمال الغربي للبلاد. ولم تصدر شركة ''نافتاك'' المنتجة لهذا النوع من الوقود، ولا شركة ''نفطال'' التي توزعه، أي بيان للزبائن. وراجت إشاعة في وهران أن البنزين الممتاز اختلط بالمياه في محطة ''الباهية'' بوهران، وهي أكبر محطة في غرب البلاد، وهو ما نفاه قطعا مسيّرو هذه المحطة الجديدة. كما راجت إشاعة اختلاط مماثلة بمحطة بوخاري ببلدية بئر الجير، وهو ما نفاه العاملون بها. والواقع أن البنزين الممتاز ''اختفى'' من محطات ولايات عين تموشنت، تيارت، مستغانم، معسكر وسعيدة في بداية الأسبوع، قبل أن تصل الأزمة إلى ولاية وهران. وأكدت مصادر متطابقة أن مركب التكرير الواقع في المنطقة الصناعية لأرزيو تعرّض لعطب في أجهزة الضخ التي توصل البنزين إلى محطة التخزين الواقعة بحي ابن سينا بمدينة وهران، وهي المحطة التي تتزوّد عن طريق الأنبوب رقم .317 كما توقف الضخ أيضا في اتجاه محطة التخزين الثانية في غرب البلاد والواقعة بمدينة الرمشي بولاية تلمسان، والتي تزوّد الولايات الحدودية إلى غاية بشار. ولم يتسن لنا الاتصال بمسؤولي شركتي ''نافتاك'' المنتجة للبنزين و''نفطال'' التي توزعه، حيث تهرّب كل من طلبنا منهم توضيح أسباب الندرة للرأي العام بحجج مختلفة. والمؤكد هو أن مركب التكرير الذي يعود تاريخ إنجازه إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي، صار يتعرّض لأعطاب متكررة. كما أن قطع الغيار التي يحتاجها لم تعد متوفرة في السوق العالمية، بحكم كونها من الجيل القديم، كما صارت أسعارها مرتفعة جدا، لأنها تنتج تحت الطلب. ومعلوم أن الجزائر تستورد سنويا ما يعادل مليار ونصف مليار دولار من المواد البترولية المكررة، منها المازوت، البنزين بمختلف أنواعه وكذا الزيوت. للإشارة، فإن البنزين من دون رصاص لم يشهد أزمة، وهو الذي ينتج في مركب التكرير بسكيكدة. وتقوم 17 شاحنة تابعة لشركتين خاصتين بنقله من هذه الولاية إلى مركز التخزين بحي ابن سينا بوهران، قبل توزيعه على مختلف ولايات غرب البلاد. وقد شرع مركز التخزين لحي ابن سينا، ظهر أمس، في توزيع البنزين الممتاز على الشاحنات المصهرجة، بعد أن عاد مركب التكرير إلى تموينه، إثر إصلاح العطب.