شكّك أبوجرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، في وجود نوايا صادقة للإصلاح لدى أطراف في السلطة قائلا: ''من يضمن أن تكون الإنتخابات لاحقا نزيهة؟ أنا أشك''. وطالب سلطاني ب''ضمانات واضحة حتى لا نعود للمربع الأول'' لقاء سحب هذا التشكيك في وعود الإصلاح المرفوعة. أثار أبوجرة سلطاني، مجموعة من الشكوك، قياسا لوعود الإصلاح المرفوعة من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتحدث عن مؤشرات تدفعه شخصيا للشك في نوايا جهات، حتى لدى شركاء في التحالف الرئاسي لم يذكرهم، وربما قصد سلطاني جبهة التحرير الوطني قائلا: ''اقترحنا الذهاب من نظام برلماني إلى رئاسي، لكن ما حدث من قفز على مواد قانون البلدية عمّق من مظاهر سوء نية هؤلاء في الإصلاحات''، وتابع: ''إذا هو لم يسمح لك في بلدية فهل سيسمح لك بالبرلمان أوالرئاسة''. وصنف سلطاني، في مداخلة له أمس، في زرالدة، أمام إطارات الحزب في ملتقى حول دور الإعلام الجديد في صناعة الرأي العام، أزمات الجزائر في درجات، أقصاها ''أزمة الثقة، وليست أزمة قوانين لأن المشكلة ليست في النصوص بل في اللصوص''. فالدستور ''فيه مادة واحدة غير صالحة تتعلق بفتح العهدات لكن باقي مواده جيدة''. كما أن وضع الجزائر يأتي في درجة ثالثة من مطالب ترفع في دول عربية ''أولها إسقاط النظام، وثانيها ضرورة التغيير بعبارة ''إرحل''، والثالثة تطالب بالإصلاح وهي تنطبق على الجزائر''. وعنوان الإصلاح كما قال سلطاني، هو الضمانات ''فلما طالبنا بأرضية قالوا هي بيان مجلس وزراء الثاني ماي الماضي لكن بقيت تساؤلات''، يحددها كالآتي '' من يضمن أن تكون الإنتخابات نزيهة؟أنا أشكك''، وقال أن المشكلة ليست في مؤسسات بل في أفراد تنطبق عليهم نظرية (بافلوف) الخاصة بالانعكاس الشرطي: ''بعض حراس العملية الانتخابية مقتنعون بالارتباط الشرطي وحتى لو يأمروا بضرورة النزاهة لما فعلوا بل مارسوا التزوير''، وطالب ب''قانون لمعاقبة المزورين وضمانات واضحة حتى لا نعود للمربع الأول''. كما أبدى سلطاني تحفظات حول نوايا بشأن قانون الولاية المرتقب ''الذي يحوّل الولاة لرؤساء جمهوريات محلية، وإذا تمّت الأمور بهذا الشكل فلن يجدوا أحدا ليترشح أو يتحمس لذلك''. وفي موضوع الندوة، توقّع سلطاني انفجار ثورة ''إعلام موازي'' في الجزائر، إذا ظلت الآذان مربوطة ب''إعلام الحرب العالمية الثانية وإعلام ما قبل سقوط جدار برلين''، وتابع ''التحالف الجديد بين الاحتجاجات ووسائل الإعلام نقلت هذه الأخيرة من قاعات التحرير إلى ميادين التحرير''. وتحدث سلطاني عن لقائه الأخير بعبد القادر بن صالح ''لقاء تشاوري لا أكثر''، وسألته ''الخبر'' إن كان لا يتحرج من بن صالح المتحزّب في صفوف حزب غريم فقال ''بن صالح عُيّن لإجراء المشاورات لأنه الرجل الثاني في الدولة، الذي من الطبيعي أن ينقل نتائج الحوار للرجل الأول''. وشكّك سلطاني في صدقية رواية ''الأخطاء المطبعية'' لما رفع المشروع إلى مجلس الأمة، وطلب من الغرفتين بتحمل المسؤولية ''لأنه إذا مر القانون بهذا الشكل فسيشكك في العملية الإنتخابية''. ووصف سلطاني تصريحات بن بلة بأنها ''في غير محلها''، قائلا: ''كل ثورة فيها أخطاء وأن ندّعي الاعتزاز بثورتنا ثم نصدم بتصريحات تهز جيلا كاملا... جيل الاستقلال كان يودّ رؤية خاتمة طيبة لجيل الثورة''، فبن بلة ''اعتز به الجزائريون، ولا أحد سأله من أنت؟''.