من الأمور الّتي اعتاد المسلم أن يفعلها إذا مرض أو مرض أحد من أهله، أن يتصدّق على الفقراء والمساكين، وذلك تقرّبًا إلى الله عزّ وجلّ ورغبة بما عند الله تعالى. فإن الإنسان إذا تصدّق لوجه الله تعالى، فإن الله سبحانه يجيب دعوته، ويزيل ما به من البلاء. عن أبي أمامة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''صنائع المعروف تقي مصارع السُّوء، وصدقة السِّرّ تطفئ غضب الربّ وصلة الرحم تزيد من العمر'' رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن. فهذا الحديث الشّريف وغيره يبيِّن أنّ الصدقة تبعد عن الإنسان غضب الله تعالى. فإذا زال الغضب، حلّت رحمة الله تعالى بالعبد. وإذا كانت الصدقة تطفئ الخطيئة وتزيلها من صحيفة العبد، فلا يبقى إلاّ طاعته وعبادته، فيرحمه الله تعالى، ويزيل عنه برحمته وكرمة وفضله ما حَلّ بالإنسان من مرض، أو بلاء، أو مشقة، فالصدقة باب لذلك وسبب له. وعن عليّ بن الحسن بن شقيق قال: سمعتُ ابن المبارك، وسأله رجل: يا أبا عبد الرّحمن، قرحةٌ خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجت بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به. قال: ''اذهب، فانظر موضعًا يحتاج النّاس الماء، فاحفر هناك بئرًا، فإنّي أرجو أن تنبع هناك عين، ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل، فبرأ'' رواه البيهقي.