انطلقت أمس، بمصلحة أمراض الأنف، الأذن والحنجرة لمستشفى مصطفى باشا الجامعي، فعاليات أول كشف لأطفال مدينة ''رفان'' الذين يعانون من الصمم، حيث خضع 20 صغيرا لفحوصات طبية على أن تجرى لهم مختلف الأشعة لتحديد نسبة الصمم الذي يعانون منه، وبالتالي تعيين العلاج الذي سيتمثل في زرع قوقعات سمعية أو أجهزة خاصة بالسمع، على أن تتبع هذه العملية بأخرى مماثلة تشمل كل أطفال المنطقة. عن هذه المبادرة الأولى من نوعها، أكدت لنا السيدة كتاب حميدة، رئيسة جمعية الأمل، أنها تندرج في إطار اتفاقية أبرمت بين مستشفيات المنطقة ومستشفى مصطفى باشا الجامعي، للتكفل بالأطفال المصابين بالصمم. مضيفة أن ذلك جاء تبعا لقافلة ''الأمل'' التحسيسية التي زارت المنطقة في شهر فيفري المنصرم لإحياء الذكرى ال 51 للتجارب النووية بالمنطقة ضمن برنامج خاص نظمته الجمعية تعاونا مع اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية حقوق الإنسان وترقيتها، ووقف الأطباء الذين رافقوا القافلة على مئات حالات الصمم عند أطفال منطقة ''رفان''، بل وتم تسجيل حالتين إلى ثلاث حالات صمم لدى أطفال العائلة الواحدة، والتي اعتبرت إحدى مخلفات التجارب النووية التي شهدتها المنطقة منذ 50 سنة مضت. وعن عدد صغار المصابين بالصمم في المنطقة، سواء كان جزئيا أو صمما كاملا، أضافت السيدة كتاب أنهم كثيرون ويقدّرون بالمئات ''حيث وقفنا بأحد قصور -أحياء- ''رفان'' ويتعلق الأمر بقصر ''تاعرابت'' على 75 طفل مصاب، وبالتالي فالعدد، حسبها، مرشح بأن يكون مرتفعا''. مضيفة أن الفوج الأول مكون من 20 طفلا سوف يخضعون للعلاج، في انتظار برمجة علاج أفواج أخرى. أما عن نوعية العلاج الذي سيخضع له هؤلاء الأطفال، أكد البروفيسور جناوي جمال، رئيس مصلحة أمراض الأنف، الأذن والحنجرة، أنه سيكون في البداية عبارة عن مجموعة تحاليل نجريها لصغار المرضى لمعرفة وتحديد نوعية الصمم. صمم كلي أو صمم جزئي. وبالتالي، فاستنادا لنتائج هذه التحاليل، نقرر نوعية العلاج الذي قد يتمثل في جراحة ترقيعية لمن يعانون من صمم جزئي أو زرع جهاز خاص بالسمع لمن يشتكون من صمم تام وكلي، أو قد يكون عبارة عن علاج بالأدوية الخاصة بالصمم، كما ستكون هذه النتائج، حسب محدثنا، مادة دراسة علمية ستتطرق لتأثيرات التجارب النووية التي كانت منطقة رفان مركزا لها على الجيل الحالي.