قال الدكتور أحمد منور، رئيس لجنة التحكيم في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أن معظم ما قدم خلال التظاهرة عبارة عن نصوص مقتبسة من أعمال أخرى، فجاءت العديد من العروض بلغة مسرحية ضعيفة تقوم على الألفاظ السوقية. وأضاف منور في حوار مع ''الخبر''، عقب الضجة التي رافقت قرارات لجنة التحكيم، أن نص مسرحية ''ليالي آلموت'' نفسه، جاء ضعيفا من حيث توظيف الشخصيات. نقل عنكم، بصفتكم رئيس لجنة التحكيم في المهرجان الوطني للمسرح المحترف أنكم قلتم: ''غابت الأخلاق في بعض العروض المسرحية''، فإذا صح هذا، فماذا تقصدون بالأخلاق؟ لم أقل هذا أبدا، ولكن قلت بلسان أعضاء لجنة التحكيم: لقد غابت اللغة الفنية الراقية في حوار العديد من العروض، واستعملت فيها الألفاظ السوقية، بل استعملت حتى الحركات الجنسية. لماذا أقصت لجنة التحكيم عروض بعض الفرق من المنافسة، وحجبت ثلاث جوائز، منها جائزة أحسن نص أصلي؟ قانون المنافسة هو الذي أقصاها، ويتعلق الأمر بفرقتين، واحدة لأن عرضها يعود إلى سنة 2008، في حين أن القانون يحدد تاريخ إنتاج العرض باثني عشرة شهرا، كأقصى حد قبل المهرجان، والثانية لأن عرضها لا يتجاوز خمسين دقيقة، بينما القانون يحدد مدة العرض بسبعين دقيقة على الأقل. وعليه فكل ما فعلته لجنة التحكيم هو أنها طبقت القانون. أما الجوائز التي حجبتها لجنة التحكيم، فهي جائزة أحسن نص أصلي، وأحسن إبداع موسيقي موظف في العرض، وأحسن عرض متكامل، أو بتعبير آخر كامل من مختلف الجوانب الفنية، وهذا ما لم يتوفر في جميع العروض التي قدمت، إذ أن 90 بالمائة من النصوص كان مقتبسا من أعمال أخرى، ومعظم ما قدم من الموسيقى والأغاني كان عبارة عن عمليات لصق ''كولاج''، أو أغاني تراثية معروفة، أما العرض الكامل فلم يتوفر في أي مسرحية. قيل إن وجود ممثل ومدير مسرح جهوي سابق ضمن لجنة التحكيم كان له تأثير على قرارات اللجنة؟ هذا غير صحيح بالمطلق، وبطبيعة الحال أنت تقصد الفنان جمال دكار، فقد كان يدلي برأيه مثل كل الأعضاء، وكانت اللجنة تتبع منهجية واضحة في النقاش، وتستند إلى نص القانون الداخلي الذي وضعته في اليوم الأول، حيث كانت تعطى الكلمة لكل عضو ليبدي رأيه حول مختلف جوانب العرض، ثم يفتح النقاش، وبعد ذلك تتخذ القرارات بالأغلبية، فإذا تساوت الأصوات 4 مقابل 4 يكون صوت الرئيس مرجحا، ولا تؤخذ المقترحات بعين الاعتبار إذا حصلت على أقل من أربعة أصوات. هل كانت اللجنة مستقلة فعلا في قراراتها؟ تمام الاستقلالية، فلم نكن نحتكم إلا إلى ضمائرنا، وقد قال لنا محمد بن فطاف، محافظ المهرجان، في اليوم الأول: لن ترونني بعد الآن إلا في الحفل الختامي، وقد وفى بوعده''.