رُفع الستار، سهرة أول أمس، عن فعاليات الطبعة الثالثة والثلاثين من مهرجان تيمفاد الدولي، وسط إقبال جماهيري غفير، أبى إلاّ أن يشاطر الفنان محمد خليفاتي، المعروف بأمير الراي الشاب مامي، أولى إطلالاته الفنية على ركح ''ثاموقادي''، الذي نجح في زعزعة مدرجاته، بصوته القوي وحضوره المميز. فاجأ أمير الراي الشاب مامي، سهرة أول أمس، الجمهور الذي غصّت به مدرجات المسرح الجديد للمدينة الأثرية تيمفاد بولاية باتنة، بالخفة الكبيرة والطلاقة الملحوظة، وكأن سنتي الغياب اللتين قضاهما بعيدا عن الساحة الفنية، لم تزده سوى إصرارا على ملامسة أعلى درجات التألق والاحترافية. بدا مامي سعيدا للغاية لحظة اعتلائه الخشبة، كيف لا والهتافات والأهازيج تتعالى في سماء عاصمة الأوراس، ترحيبا به وتعبيرا عن مدى اشتياق أهلها إليه. ففي الوقت الذي أخذ الجميع يردّد بصوت واحد ''مامي.. مامي.. مامي''، شحّن ابن مدينة سعيدة بطارياته عن آخرها، وكله عزم وحماس لملاقاة عشّاقه ومحبّيه بباقة غنائية فريدة تليق بالاستقبال الحار الذي أغدقوه به، وهو ما كان له بالفعل، حيث غنّى وعزف ورقص بثقة لامتناهية جعلته يخطف الأضواء بسلاسته في الأداء والتفاعل على حدّ سواء. طغى على الفقرة المخصصة لصاحب ''سعيدة بعيدة والماشينة غالية''، الكثير من النوستالجيا، التي اغترفها من سجله الفني القديم، مفضّلا أن تكون فاتحة اللقاء بأغنية ''أيازواو'' التي صفّق لها الحضور مطوّلا، تلتها ''تزعزع خاطري''، ''وهكذا لعبتوها بيّا''، ''مالي مالي''، ''فاطمة''، ''ماماما مازاري الباهامو''، ''أدّوه عليّا'' وغيرها، إضافة إلى أغنية ''بلادي'' التي اقشعرّت لها الأبدان، على وقع زغاريد النسوة وتصفيقات الشباب، التي تواصلت إلى بزوغ أولى خيوط صبيحة الذكرى ال94 لعيدي الاستقلال والشباب، المصادفة ل5 جويلية من كل سنة. وعلى صعيد آخر، عرفت السهرة الأولى من فعاليات مهرجان تيمفاد الدولي في طبعة ال33، التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام إلى غاية 31 جويلية الجاري، مشاركة نخبة كبيرة من الأصوات الفنية الجزائرية، التي تألقت بدورها على ركح ''ثاموقادي''، كفرقة ''الرفاعة'' لباتنة، الفنان محمد لعراف، ماسي، محمد العماري وحسن دادي.