جلس رجل مع امرأة في رمضان فأخذت تصف له امرأة أخرى كان يريد خطبتها، فاستمر يفكّر في محاسنها حتّى قامت نفسه وأمنى، فهل يجب عليه مع القضاء الكفّارة أم لا؟ اختلف الفقهاء من الأئمة الأربعة فيمن نظر بشهوة إلى من شأنه الالتذاذ به، فأمنى، فذهب أحمد والشافعي وأبوحنيفة رحمهم الله إلى أنّه لا يفسد صومه وليس عليه قضاء ولا كفارة، وغاية ما في الأمر أنّه ارتكب حراماً تجب التوبة منه والاستغفار إن وقع ذلك بمحض اختياره. وذهب مالك رحمه الله إلى فساد صومه ويجب عليه القضاء، أمّا الكفارة فتأويلان في وجوبها عليه وعدمها، قال خليل رحمه الله في مختصره: ''وإن أمنى بتعمّد نظرة فتأويلان''، هذا فيمَن تعمّد النّظر فأنزل ويُقاس عليه التفكّر، والمدار فيه على الإنزال كذلك.