الوَرَع أصله الكف عن المحارم. وهو مصطلح نبوي شرعي؛ فقد ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وصيته لأبي هريرة رضي الله عنه: ''كُن وَرِعاً تكُن أعبد النّاس، وكُن قنعاً تكن أشكر النّاس وأحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن مجاورة مَن جاورك تكُن مسلماً، وأَقِلّ الضّحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب'' رواه البيهقي. قال الكتاني: الورع هو ملازمة الأدب وصيانة النّفس، وملازمة الأعمال الحميدة، بموافقة الشّرع والعرف والمروءة. وكذا اجتناب الشُّبهات خوفاً من الوقوع في المحرّمات، وقيل هو ملازمة الأعمال الجميلة، وقيل: كفّ الأذى وكف اللّسان. والزُّهْد هو ترك ما لا ينفع، وقد سُئِل الإمام أحمد عن الرجل يكون معه ألف دينار هل يكون زاهداً؟ فقال: نعم على شريطة أن لا يفرح إذا زادَت ولا يحزَن إذا نقصت. فالورع يبلغ بالعبد إلى الزُّهد في الدنيا، والزُّهد يبلغ به حبّ الله تعالى.