نقلت وكالة ''رويترز'' للأنباء عن سكان من ضواحي دمشق، أن العشرات من الجنود السوريين فرّوا إلى منطقة ''غوطة دمشق'' الزراعية، بعد أن رفضوا إطلاق النار على المحتجين، أسوة ببقية زملائهم العسكريين الذين أطلقوا النار بكثافة على حشد كبير من المتظاهرين كانوا متوجهين من منطقة حرستا باتجاه دمشق، في تحد منهم، على ما يبدو، لقرار وزارة الداخلية التي ناشدتهم عدم الاستجابة لنداء منشطي الحركة الاحتجاجية. حسب ذات المصدر، فإن اشتباكات قد حدثت بين الجنود الموالين لنظام بشار الأسد والرافضين لتطبيق أوامر قيادتهم، وهو ما يعني حدوث حركة انشقاق خطيرة، وبحجم لم يحدث من قبل، إذا ظلت لحد الآن محصورة في انشقاقات فردية. وفي نفس هذا الاتجاه، أفادت أنباء إعلامية من الأردن المجاور جغرافيا لسوريا، أن دوي انفجارات ناجمة عن استخدام أسلحة ثقيلة متبادلة بين طرفين قد سمعت داخل مدينة حمص وبالضبط في منطقة بابا عمرو، وهو ما يعني بالضرورة حدوث انشقاق في وحدات الجيش العاملة بالمدينة، لأن المتظاهرين لا يملكون في حقيقة الأمر لا أسلحة ثقيلة ولا خفيفة، واللافت للانتباه أن أخبارا عديدة قد تم تبادلها عن انشقاق الجيش داخل هاته المدينة قبل سماع الانفجارات الثقيلة. وبموازاة ذلك، رفضت سوريا بشكل مطلق البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، ليلة السبت، واعتبرته ''كأنه لم يصدر'' أصلا. للإشارة دعت الجامعة العربية في هذا البيان إلى وقف إراقة الدماء في سوريا، وحثت على احترام حق الشعب السوري في رؤية إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية. وقرر وزراء الخارجية العرب في البيان إياه تكليف الأمين العام بالتوجه إلى دمشق، لنقل ما اتفقوا عليه إلى الرئيس بشار، لكن الخطاب الذي يتداوله المسؤولون السوريون يوحي بأن إمكانية نجاح نبيل العربي غير واردة. وما يزيد في تضاؤل إمكانية الوصول إلى حلول للمعضلة السورية، نسبت وكالة الأناضول للأنباء التركية أن الرئيس التركي عبد الله جول فقد ثقته في سوريا، وأن الوضع بلغ مرحلة التغييرات عندها غير كافية وفات أوانها. وقال في تعليقه على الوضع في سوريا، حسب ذات الوكالة، ''نشعر بحزن عميق بالفعل.. يقال إن الأحداث انتهت ثم يقتل 17 آخرون، كم سيكون عدد القتلى اليوم.. من الواضح أننا بلغنا نقطة سيكون معها أي شيء غير كاف وفات أوانه، لقد فقدنا الثقة''. دبلوماسيا دائما وصل، مساء أمس، إلى العاصمة السورية مبعوث روسي يحمل مشروعا من وجهة نظر روسية، ينتظر أن يطرح على مجلس الأمن في جلسته القادمة حول الأزمة في سورية.