كان عبد القادر تلمساني واحدا من اللاعبين الفنانين الذين أبدعوا في منتصف الثمانينات وفي التسعينات، حيث باشر مشواره الكروي الحافل بالإنجازات في رائد غرب وهران عام 1977 قبل أن يتحوّل عام 1983 إلى جمعية وهران التي تألق فيها، لينضم بعدها عام 1986 إلى اتحاد بلعباس. محطة ''المكرة'' كانت بمثابة منعرج حاسم في مشوار تلمساني، حيث حقق مع الاتحاد البلعباسي الصعود إلى القسم الأول، وهو ما مكنه من الاحتراف في المغرب، لينضم عام 1991 إلى الاتحاد البيضاوي الذي فجر فيه كامل قدراته، بدليل أنه توّج بلقب أحسن لاعب في الفريق وهدافه، حيث سجل 12 هدفاً، ولعب في المغرب الفاسي، ليعود بعدها إلى الجزائر، حيث انضم إلى مولودية وهران من 93 إلى 95 ثم عاد إلى اتحاد بلعباس في سنة .96 وفي العام الموالي، لعب في وداد مستغانم قبل العودة إلى فريقه الأول رائد وهران، والذي أكمل معه مشواره الكروي إلى غاية 2002 عن عمر ناهز 38 عاما. ''الوالي رفض استقبالنا لأنه كان مناصرا للشبيبة'' أكد عبد القادر تلمساني أن تتويجه بالكأس مع اتحاد بلعباس في نهائي عام 91 أمام شبيبة القبائل، سيبقى راسخا في ذاكرته ''لغياب تحفيزات حقيقة، بدليل أن شركة إيني التي كانت تموّل الفريق كافأتنا بمذياع رفضنا تسلمه، لتمنحنا ذات الشركة تلفاز سيتي .2 كما منحتنا الإدارة البلعباسية 20 ألف دينار، في حين أن أحد محبي الفريق عبد الكريم لواقف، استضافنا في منزله ومنح لنا 50 ألف دينار، كل هذه التحفيزات قليلة مقارنة بالوعود''. والأكثر من هذا، يضيف محدثنا ''والي بلعباس آنذاك رفض حتى إقامة حفلة على شرفنا، لأنه ببساطة كان مناصرا لشبيبة القبائل''. ماجر كان يريدني في بوافيستا البرتغالي كما عرّج ابن وهران على العروض التي وصلته عندما كان في أوج عطائه، حيث يتذكر أنه عندما انضم إلى الاتحاد البيضاوي عام 92 لفت انتباه مسيّري نادي بازيل السويسري ''وكانوا مصممين على شراء عقدي من نادي المغربي، لكن نمرسي، الرئيس آنذاك، حرمني من احتراف ورفض الفكرة جملة وتفصيلا''. وأضاف تلمساني أنه في العام الموالي، شارك في مباراة خيرية حضرها رابح ماجر رفقة وكيل أعماله ''وبعد نهاية اللقاء، عرض عليّ ماجر الاحتراف في البرتغال، وبالضبط في نادي بوافيستا، غير أن مفاجأتي كانت كبيرة، باعتبار أن رئيس المغرب الفاسي أمضى لي عقد هاو وليس احترافيا. وعليه، لم أتمكن من الاحتراف في البرتغال، وهو السب المباشر الذي جعلني أعود إلى أرض الوطن''. لن أسامح رئيس الفاف دومار إلى يوم الدين نقطة سلبية أخرى لا يزال الفنان تلمساني لم يتجرعها إلى يومنا هذا، وهي تلك المتعلقة برفض رئيس الفاف آنذاك، إيسعد دومار، تسريحه للعب في فرنسا، قائلا ''شارك المنتخب الوطني للآمال في دورة دولية نظمها نادي ميلوز الفرنسي الذي كان يلعب له الجزائري صالح عصاد في عام 85، وهي الدورة التي شاركت فيها فرق فرنسية عريقة، من أمثال ماتز وباريس سان جرمان، حيث قدمت مستوى كبيرا بشهادة الجميع، حتى أن رئيس ماتز وباريس سان جرمان طلبا مني البقاء والاحتراف في فرنسا، لكن إيسعد دومار، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم آنذاك، رفض السماح لي بالاحتراف، بداعي حاجة المنتخب الوطني إلى خدماتي في مونديال .86 زيادة إلى القوانين التي كانت تحرم آنذاك اللاعب بالاحتراف قبل سن 28 عاما''. ولم يكتف تلمساني بذلك، بل قال ''لن أسامح الوزير الذي قام بصياغة هذا القانون إلى يوم الدين، ولا رئيس الفاف آنذاك ولا حتى المدرب الوطني رابح سعدان الذي همشني وأبعدني عن قائمة اللاعبين الذين شاركوا في مونديال مكسيكو عام 1986 رفقة كشاملي، مرزقان، وياحي والبقية...''. حركوك.. من منظف في شوارع لندن إلى لاعب في المنتخب في مونديال 86 وفي نفس فكرة عدم تجرعه لعدم مشاركته في مونديال المكسيك 1986، أضاف تلمساني ''رغم أنني كنت في أوج العطاء وشاركت مع المنتخب في جميع التربصات التحضيرية ولعبت كامل اللقاءات الودية آنذاك، إلا أن الطاقم الفني المكون من سعدان استنجد بلاعب مغمور اسمه حركوك، كان ينظف شوارع لندن، ليجد نفسه مع المنتخب في أكبر تظاهرة كروية عالمية، في حين تم استبعادي بطريقة مهينة...''. لموي حطمني وبسببه رفضت العودة إلى المنتخب الوطني كما لم يفوّت مهاجم مولودية وهران الفرصة للحديث عما حدث له في عام 1989 عندما كان يتأهب للمشاركة مع المنتخب الوطني في المواجهة الفاصلة أمام المنتخب المصري التي جرت بقسنطينة، حيث قال: ''المدرب الوطني آنذاك كمال لموي أكد لي قبل المواجهة أنني سأكون أساسيا في التشكيلة، وحضرت نفسي بطريقة جيدة رفقة بقية العناصر الوطنية من أمثال ماجر وبلومي، لكن يوم اللقاء وجدت نفسي في المدرجات، حيث لم أفهم ما أقدم عليه المدرب لموي الذي همشني وحطمني، وبسببه رفضت بعدها تقمص ألوان المنتخب الوطني، لأني اقتنعت آنذاك أن المحاباة هي نقطة اختيار المدربين''.