يعتبر كتاب ''من بربروس إلى بوتفليقة كيف تحكم الجزائر؟'' الصادر عن دار ''هومة'' لمؤلفه الكاتب والإعلامي مصطفى هميسي، عملا إعلاميا موسعا ومحاولة للرد على علامات استفهام كثيرة يطرحها الجزائريون، حول ما الذي ينبغي إصلاحه ومن أين نبدأ؟ خاصة مع انطلاق ثورات الاحتجاج العربية ومحاولات إعادة النظر في طبيعة العلاقة بين الحكم والناس في مختلف هذه البلدان. ويرى المؤلف أن الإجابة على هذه التساؤلات لا بد أن تنطلق من فهم ''النظام القائم'' وآليات عمله. وهو ما دفعه إلى البحث عن جذور موضوعية تاريخية لهذا ''النظام''. واعتمد الكاتب في محاولته التوصل إلى إجابة لهذا التساؤل على التحقيق في أبعاد مختلفة، متنوعة ومتعددة أسلوبا ومنهجية. وقد انتهى التحقيق إلى التوليف بين شيء من التمعن في التاريخ وشيء من التمعن في علم الاجتماع وفي علم الاجتماع السياسي وعلم السياسة، وشيء من الدراسات والتحليلات والكتابات عن الدولة وعن الظاهرة العسكرية، وعن المؤسسات والأجهزة التي أقامتها النخبة لتسيير ''الدولة'' الجزائرية، كما تم التوقف عند الكثير من المعايشات والمشاهدات. ويطرح الكاتب مجموعة من التساؤلات الملحة والمحيّرة، للوصول إلى تصور واضح للإجابة المطلوبة، كسؤال، لماذا جاءت طبيعة الدولة والنظام السياسي في الجزائر على الشكل الذي أتت عليه؟ ثم ينتقل إلى تساؤل آخر أكثر عمقا، أي دولة بناها الجزائريون بعد الاستقلال؟ وتبعا لذلك جاءت تساؤلات أخرى كثيرة، مثل: هل الأزمة هي أزمة سياسات أم أزمة مؤسسات؟ كل هذه التساؤلات يجيب عنها الإعلامي مصطفى هميسي بكثير من التفصيل والإفادة في فصول وأقسام كتابه، بداية من الحكم التركي العثماني، ثم التوقف عند الإدارة الاستعمارية، ينتقل بعدها إلى تعاطي النخبة الجزائرية مع موضوع الدولة في مرحلتين، الأولى ما قبل الاستقلال وتشمل القسم الأول ''الدولة الحلم''، والقسم الثاني ''الدولة المشروع''. أما مرحلة الاستقلال فقسّمها إلى قسمين: الأول ''الدولة الجهاز''، أما القسم الثاني وصفه ب ''الدولة الأزمات''، مركّزا أكثر على مرحلة ما بعد أكتوبر .1988