قتل 7 أشخاص وجرح آخرون خلال إطلاق نار لقوات الأمن على مشيّعين خرجوا في جنازة المعارض الكردي مشعل تمو. في وقت كثفت المعارضة السورية في الداخل والخارج تحركاتها، حيث وصل وفد من المجلس الوطني السوري إلى القاهرة من أجل التواصل مع الفعاليات السياسية والحكومية، فيما عقد اجتماع آخر في ستوكهولم. وكمؤشر للانقسام داخل المعارضة، شكلت أمس هيئة جديدة للمعارضة في الداخل التي انتقدت الدعوة للتدخل الخارجي. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن أطلقت النار على جنازة تمو في القامشلي التي شارك فيها أكثر من 50 ألف شخص، وتحولت جنازته إلى تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى على الأقل. وقال المرصد: ''سقط أربعة شهداء إثر إطلاق الرصاص على موكب تشييع الشهيد مشعل تمو''، عضو المجلس الوطني السوري الذي شكلته المعارضة أخيرا لتوحيد صفوفها ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وبحسب المرصد، فإن تمو اغتيل أمام منزل صديق له في القامشلي برصاص مسلحين أصابوا أيضا ابنه مارسيل بجروح خطيرة، في حين أكدت دمشق أن من قتله هم أفراد ''مجموعة إرهابية مسلحة''. وفي جنازة أخرى في ريف دمشق ''استشهد طفل يبلغ من العمر 14 عاما متأثرا بجراح أصيب بها، وجرح 14 شخصا وذلك جراء إطلاق الرصاص على مشيّعي شهداء دوما الثلاثة الذين قتلوا الجمعة بإطلاق الرصاص''، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق أيضا ''قضى داخل المعتقل شاب من مدينة الضمير كانت أجهزة الأمن اعتقلته الخميس خلال حملة مداهمات في المدينة''، كما أضاف المرصد. وعلى صعيد التحركات الدولية للمعارضة السورية، وصل وفد رفيع المستوى من قيادات المجلس الوطنى السورى، أمس السبت، القاهرة لإجراء مشاورات يسعى من خلالها لنيل الاعتراف به وتقديم الدعم الشعبي والرسمي له. كما يتطلع الوفد إلى افتتاح المكتب الرئيسي للمجلس بالقاهرة، في حال التعاون بينه وبين القيادة المصرية. إلا أن هناك تكتما على عمل الوفد بالقاهرة. وصرحت بسمة قضماني، المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري، أن المجلس يقدم نفسه خلال الزيارة التي تستغرق عدة أيام كبديل للنظام السوري، ولكنه في الوقت نفسه لا يطلب من الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا. الوفد حرص على تكتم فعاليات زيارته في مصر بسبب ما تعرض له بعض المعارضين السوريين، مساء أول أمس، من تهديدات بالقتل من جانب أتباع النظام السوري، ولكنهم تمكنوا من الهرب بمساعدة الشرطة والأهالي، على غرار ما وقع مع رياض غنام. ونفى المهندس ياسر النجار، عضو المجلس الوطني السوري بدوره أن يكون هدف الزيارة اختيار رئيس المجلس الوطني في القاهرة، مضيفا ''عندما قدمنا طلبا لمقابلة نبيل العربي لم يرفض، ولكنه سألنا إذا ما كان المجلس الوطني يمثل الشعب السوري ككل، وكانت إجابتنا نعم''. وفي العاصمة السويدية ستوكهولم التقى تسعون عضوا من المعارضة السورية من المجلس الوطني السوري لبحث إستراتيجيات إسقاط نظام بشار الأسد. وقالت ليلى نراغي من مركز أولوف بالم الدولي الذي يستضيف المؤتمر ''يشارك نحو 90 شخصا.. أعضاء من المجلس الوطني السوري بمن فيه زعيم المجلس برهان غليون هنا وممثلون عن مجموعات معارضة سورية أخرى''. وفي روسيا أعلن مسؤول روسي كبير، أمس، عن قيام وفدين من المعارضة السورية بزيارة موسكو. وعلى الجبهة الداخلية شكلت هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الوطني الديمقراطي، أمس، في سوريا كتنظيم يمثل المعارضة السورية إلى جانب المجلس الوطني السوري، وأكدت الهيئة في بيان صادر عن أعمال مجلسها المركزي أن إصرار ''السلطة الحاكمة'' على انتهاج الحل الأمني العسكري للأزمة الراهنة لن يساعد على حلها بل سيزيدها تعقيدا ويستدعي مزيدا من التدخل الخارجي والعنف الداخلي، وبالمقابل يستنكر المجلس أي استدراج للتدخل العسكري الخارجي، ويرى فيه خطرا على ''الثورة''. وكانت قيادات في المجلس الوطني السوري قد دعت للتدخل الأجنبي تحت الفصل السابع الذي يتيح العمل العسكري. ودعا البيان إلى ''استكمال وحدة المعارضة الوطنية بعد أن أضحت منضوية في إطارين أساسيين''.