حديث عن استقبال السعودية للساعدي القذافي ما يزال الغموض يسود مكان تواجد سيف الإسلام القذافي، ومدى صدق الأخبار التي تتحدث عن نيته في تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية، في ظل نشر رسالة ثانية على موقع ''سيفن دايز نيوز'' منسوبة لنجل القذافي، كذب فيها الأخبار التي تتحدث عن مفاوضات يقودها عن طريق وسطاء لتسليم نفسه. في التفاصيل، قال لويس مورينو أوكامبو، مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، أمس، في العاصمة الصينية بكين إن ''سيف الإسلام الهارب أبلغ المحكمة الجنائية الدولية أنه بريء من الاتهامات الموجهة إليه، بارتكاب جرائم في حق الإنسانية''. وأضاف أوكامبو في مقابلة قصيرة، حيث حضر مؤتمرا قانونيا في بكين ''يوجد بعض الأشخاص المتصلون به، والذين هم على اتصال بأشخاص على اتصال بنا. ومن ثم، فلا توجد بيننا علاقة مباشرة، فهي من خلال وسطاء، ولكننا نثق بشكل كبير جدا في الشخص الذي على اتصال من جانبنا''. ونقل أوكامبو كلاما على لسان سيف الإسلام بقوله ''هو يقول إنه بريء، وأنه سيثبت براءته، وهو مهتم بعد ذلك بالنتائج التي تلي ذلك''. ومن جهتها، أعلنت قناة ''العربية''، أمس، نقلا عن مصادر من محكمة الجنايات في لاهاي، أن الألماني برنارد شميتباور قطع شوطا كبيرا لإتمام اتفاق بين سيف الإسلام ومحكمة الجنايات الدولية، لتسليم نفسه. وأوردت ''العربية'' أن عبد الله السنوسي، مسؤول المخابرات في نظام القذافي، قد بادر إلى فتح هذه القناة من الاتصال لمعرفته المسبقة بالوسيط الألماني. لكن موقع ''سيفن دايز نيوز'' المقرب من القذافي، نشر ما قال إنها رسالة صادرة من سيف الإسلام، كذب فيها أخبار المفاوضات لتسليم نفسه. وقال سيف الإسلام ''البعض يرى أننا وقعنا في الأسر، وهو ما يعني أنه سيتم تسليمنا إلى الجنائية، مع ادّعاء أننا سلمنا أنفسنا، وهذا تحليل خاطئ من ناحية أن الأخ عبد الله السنوسي موجود خارج ليبيا، ومع افتراض وقوعي في الأسر، فكيف يمكن أن يتم تسليمنا نحن الاثنين كما ذكرت تلك الأخبار؟''. ودعا سيف الإسلام أنصاره إلى الصبر، قائلا إن ''الحرب الإعلامية شديدة لتحطيم معنويات الليبيين الشرفاء وزرع الشك بينهم، وأن الأمر يحتاج إلى صبر شهرين اثنين، بعدهما تخف الحملة''. وبجنب هذا الغموض الذي يلف مصير سيف الإسلام، زعمت صحيفة ''الوطن'' الليبية أن الساعدي القذافي وصل أول أمس إلى مطار جدة قادما من النيجر على متن طائرة تركية خاصة وبرفقته مسؤول سعودي، بعد توسط عدد من السلفيين لتأمين خروج آمن له. ميدانيا، اعتصم عدد من أهالي منطقة مرزق أمام فندق كورنتيا بالعاصمة طرابلس، مطالبين تأمين المنطقة الحدودية من الاعتداءات التي تتعرض لها من قبل بعض المسلحين. وقال أحد المعتصمين، وهو إبراهيم علي: ''نطالب المجلس الانتقالي بوضع حل لمشكلة نعاني منها في منطقة مرزق، وهي منطقة حدودية تطل على الجزائر وعلى التشاد والنيجر، حيث تقوم مجموعات بالمداهمة وسرقة السيارات والقتل والحرق والتعدي على المساكن وسرقة الأموال والتعذيب، ومدججة بجميع أنواع الأسلحة''. أما في بنغازي، فقد برزت ظاهرة الاعتصام بشكل لافت هذه الأيام، بعضها للمطالبة بدفع الأجور وبعضها الآخر ضد الفساد الإداري، كما هو حال طلبة كلية الطب بالكويفية (جامعة قاريونس سابقا)، فيما تظاهر، أول أمس الجمعة، مئات البنغازيين للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية. سياسيا، كشف رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل، لصحيفة ''الشرق الأوسط''، أن كلفة إعادة إعمار ليبيا تبلغ نحو 480 مليار دولار على مدى العشرين عاما المقبلة، أي بواقع 24 مليار دولار سنويا في كافة القطاعات والمجالات.