شغّل ميترو الجزائر، أمس، بعد 30 سنة من الانتظار، وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول من تحصل على تذكرة الركوب، عقب تدشينه المشروع الذي كان إحدى خمس محطات قادت بوتفليقة إلى العاصمة. كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا عندما اجتمع مسؤولو قطاع النقل وميترو الجزائر والصحفيين في محطة المعدومين ببلدية محمد بلوزداد، كما تم الاتفاق عليه، لانتظار قدوم موكب رئيس الجمهورية لتدشين ميترو الجزائر. وطال الانتظار إلى غاية الساعة الواحدة والنصف، وقبلها تم وضع البساط الأحمر ونزعه، ليتم في حدود منتصف النهار وضع شريط التدشين أمام مدخل المحطة المجاورة للمصعد الهوائي والترامواي. ومع وصول الموكب، دشن رئيس الجمهورية المشروع المنتظر، وكان يستمع لشروحات وزير النقل، عمار تو. ولم يستعمل الرئيس شباك التذاكر للحصول على أول تذكرة تسحب في مشروع الميترو، بل قامت العاملة في المحطة بسحب التذكرة، بوضع قطعة نقدية من فئة 50 دينارا، من الموزع الآلي، لكنها لم تتمكن من استعمال الجهاز، إلا بعد محاولة ثانية بسبب الارتباك. وفي حدود الساعة الواحدة و38 دقيقة، وصل الوفد الرسمي إلى الأسفل بعد النزول في السلالم، لانتظار وصول أول قاطرة للميترو، وركب الرئيس وجلس إلى جانبه وزير النقل. في حين لم يفوت المسؤولون والحاضرون الذين كان بينهم سفير فرنسا في الجزائر، كزافيي دريانكور، التقاط الصور التذكارية وهم يركبون الميترو لأول مرة بعد طول انتظار. ولم يفوت الحاضرون في الميترو، الذي لم يتم فيه ضبط التكييف إلى الحد الذي طلب فيه من المصورين الابتعاد عن محيط الرئيس بسبب ارتفاع درجة الحرارة، الحديث عن تسعيرة الركوب التي حددت ب50 دينارا من أي محطة كانت وعلى أي مسافة، وهو ما اعتبروه ثمنا مرتفعا. وتوقف الميترو في آخر محطة في حدود الساعة الواحدة و59 دقيقة، وقام بعدها رئيس الجمهورية بالاستماع للنشيد الوطني في الشارع المحاذي للجامعة المركزية، وصافح المسؤولين العسكريين والوزير الأول وكلا من وزير الداخلية ووزير النقل، ويغادر المكان معلنا انتهاء زيارة التفقد لولاية الجزائر. وكشف وزير النقل، عمار تور، ل''الخبر''، بأن ''تكلفة الميترو بلغت 100 مليار دينار، وأن الدولة تدعم سعر التذكرة، وتتحمل الفارق بتمكين الشركة الفرنسية المسيرة من غلاف مالي سنويا''. 244 كاميرا و400 شرطي لضمان الأمن وتابع الوزير تو: ''بعد سنين عدة من الصعوبات، ها هو ميترو الجزائر يرى النور أخيرا. بالنسبة للخط الأول فيربط، على طول 9.5 كلم، البريد المركزي بحي البدر''. يشار إلى أن أشغال ميترو الجزائر، التي انطلقت بداية الثمانينات، توقفت عدة مرات وطالت لسنوات، ما أدى إلى تأخر كبير في الإنجاز، قبل أن تستأنف بشكل تدريجي بداية من العام .2000 وزودت المحطات العشر للميترو بكاميرات مراقبة لمنع أي اعتداء أو سطو، يبلغ عددها ,244 كما سيتم تسخير 400 شرطي مكونين في المجال لتوفير الأمن في محطاته ليل نهار. وأوضح المدير العام لشركة ''أر. أ. تي. بي. الجزائر''، باسكال غاريت، أن عملية التشغيل التجريبي كانت ''مرحلة أساسية'' لنجاح المشروع. وأضاف بأن المشروع ''سيضمن نقل حوالي 25000 شخص في الساعة وفي كل اتجاه على خطه الوحيد''. الرئيس يسأل مدلسي عن تعويض ملاك أرض مبنى وزارة الخارجية لدى تدشينه المبنى الجديد لوزارة الخارجية في هضبة العناصر، تفقد الرئيس بوتفليقة المقر الذي أنجز بشكل هندسي ومعماري رفيع. وسأل وزير الخارجية، مراد مدلسي، والمشرفين على المشروع عن كيفية استغلال المساحة المتبقية من المشروع والمقدرة ب1.3 هكتار. وقال المشرف على المشروع إنه تم تقديم طلب إلى الحكومة لاستغلال هذه المساحة في إنجاز ناد دبلوماسي. وسأل الرئيس قبل ذلك المسؤولين في وزارة الخارجية عما إذا كانت هناك أية مشاكل تتعلق بتعويض ملاك الأراضي التي أقيم عليها المبنى الجديد للخارجية، ورد مقدم المشروع أنه لم يكن هناك أي مشكل يخص التعويضات. وكلف إنجاز مقر وزارة الخارجية أكثر من 18 مليار دينار، ويتربع على مساحة ثلاثة هكتارات، وانتقلت إليه مصالح الخارجية في 17 ماي الماضي. كما تنقل بوتفليقة إلى موقع بناء الجامع الكبير بالمحمدية، ووضع حجر أساس المشروع الذي رصدت له الدولة مبلغ 1.5 مليار دولار، وينتظر أن يوفر حوالي 4 آلاف منصب شغل، نصفها يد عاملة أجنبية. وأكد محمد علوي، المدير العام لوكالة إنجاز المسجد، وهو يشرح تفاصيل المشروع، أن البدء في الإنجاز بشكل فعلي سيكون مباشرة بعد نهاية المفاوضات بين الوكالة والشركة الصينية (تشاينا ستايت كونستريكشن) بشأن 3 مبادئ، وهي الاتفاق على التكلفة المناسبة للإنجاز، المدة الوجيزة للإنجاز، الجودة في الإنجاز.