خطف مهندسان في الجيولوجيا يحملان الجنسية الفرنسية، أمس، من قبل مجموعة مسلحة يعتقد بأن أفرادها يتعاونون مع ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' في قرية هومبوري، الواقعة بين مويتي وغاو شمال مالي التي يسكنها التوارق، وتحتجز إمارة الصحراء في ''القاعدة'' بذلك ستة فرنسيين وإسبانيين اثنين وإيطالي. أفادت مصادر محلية، عن خطف فرنسيين اثنين من فندق كانا ينزلان فيه بقرية هومبوري الواقعة بين مويتي وغاو شمال مالي. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن مصادر في المنطقة أن مجموعة من سبعة مسلحين يعتقد بأنهم من التنظيم الإرهابي ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، باغتت الرعيتين، وهما جيولوجيان يعملان في شركة للإسمنت في المنطقة، وقاموا بخطفهما عند تمام الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أول أمس، في نفس الوقت الذي كانا قد انتهيا من تسليم تقرير عن يوم عملهما لزملائهما الماليين. وأفيد بأن الرجال المسلحون دخلوا إلى الفندق، وقاموا باختطاف الفرنسيين قبل أن يتوجهوا بهما نحو الشمال المالي، بحسب المعلومات التي أوردها نفس المصدر، والتي أكدتها مصادر من الأمن والشرطة المالية. واعترفت الخارجية الفرنسية، أمس، بخطف الفرنسيين، وقال ألان جوبي إن بلاده بصدد جمع المعلومات حول القضية والظروف التي تمت فيها عملية الاختطاف. ويطرح وجود عمال فرنسيين في شمال مالي، عدة أسئلة، بحكم نصائح الخارجية الفرنسية للرعايا الفرنسيين توصيهم بعدم التوجه للمنطقة، وإن كانوا من المتواجدين فيها فهي تنصحهم بتوخي الحيطة بالنظر لوجود ''تهديدات بالخطف''، قد يتعرض لها الرعايا الغربيون في مثل هذه المناطق الحساسة. وتتشكل إمارة الصحراء في ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' من أربع كتائب هي كتيبة ''الملثمون'' التي يقودها مختار بلمختار المكنى ''بلعور خالد أبو العباس'' أحد أبرز الزعامات الكاريزمية في الإمارة، وكتيبة ''طارق بن زياد'' التي يقودها عبد الحميد أبو زيد، وكتيبة ''الفرقان'' التي يقودها يحيى بن همام، وكتيبة ''الأنصار'' التي يقودها الترفي أبو عبد الكريم، ويعتقد بأن الكتائب الأربع تتداول حجز باقي الرهائن لإضعاف فرص محاولات إنقاذهم أحياء دون استجابة لمطالب التنظيم، والتي عادة ما تكون طلب فدية أو إطلاق سراح إسلاميين في سجون بالمنطقة أو في دول الرعايا. ويحتجز التنظيم حاليا، ستة فرنسيين، وقد خطف في سبتمبر من العام الماضي، خمسة فرنسيين، أطلق امرأة كانت بينهم، والأربعة المتبقون كانوا يعملون في استخراج اليورانيوم ضمن فريق شركة ساتوم التابعة لمجموعة آريفا النووية الفرنسية. ويوصف موقع العملية بأنه مرتع للجريمة المنظمة، تتغذى من تجارة الممنوعات، بداية من تهريب المواد الغذائية والسجائر والوقود وصولا إلى تجارة السلاح والمخدرات، فيما لقيت ''تجارة الرهائن'' ازدهارا واضحا في وجود ''يد سخية'' تدفع عن كل رهينة غربية ما لا يقل عن خمسة ملايين يورو. ويعتبر حادث خطف فرنسيين جدد، فشلا آخر قد يعود سلبا على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في وجود ضغوطات على حكومته بضرورة الانسحاب من أفغانستان، وفشل كثير من المفاوضين من المخابرات الفرنسية في إطلاق سراح كثير من الرهائن في الخارج، حيث تعرض أحد المفاوضين الفرنسيين أول أمس لإطلاق نار من جهات مجهولة تسببت له في جروح. كما خطف التنظيم ثلاثة رعايا غربيين نهاية أكتوبر الماضي، ينتمون إلى منظمات غير حكومية أوروبية عاملة في المجال الإنساني من مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، وقد جاءت العملية الجديدة ضد ''الرعايا الغربيين''، ساعات بعد اختتام أشغال رؤساء أركان جيوش الساحل، في باماكو، حيث تباحثوا كيفية ردع التنظيم والحد من عملياته في استهداف الغربيين ورفض مقايضتهم بفديات.