تحدث الروائي الجزائري المقيم بواشنطن، رابح فيلالي، ل''الخبر''، عن روايته الثالثة ''وعد الياسمين''، التي من المقرر أن ترى النور مع مطلع السنة القادمة، وتجري أحداثها بتونس التي لها كل الدور الأكبر في التغيير الذي عرفه الواقع العربي. الرواية الثالثة بعد ''رصاصة واحدة تكفي'' و''رسائل إليك''، يقول صاحبها إن نصوصها جاءت مفعمة بالحنين للوطن، الأرض وفنجان القهوة و''كانون الجمر''، تلك التفصيلات الدقيقة من الحياة تسكنه، لأنها أصالته ومنطلقه. وبالنسبة للمشروع الجديد للرواية ''وعد الياسمين''، فهو يحمل رمزية نبتة ''الياسمين'' التي تعبر عن السلام والعبير الطيب، اختارها ثوار تونس عنوانا لثورتهم فانتصروا بسلمهم، والوعد هو رؤية المستقبل لهذه البلدان فيما بعد ثوراتها. تتلخص الرواية التي اختار تونس مسرحا لأحداثها، في نشوء علاقة بين مواطن عربي يدعى ''لؤي'' مقيم وراء الأطلسي، وبين مجموعة كبيرة من أبناء وبنات تونس الحالمين بالتغيير، من بين هؤلاء كانت ''وعد'' المرأة المطلقة، أم لولدين، تنتمي لمدينة ''سيدي بوزيد'' التي تمثل مدينة ''البوعزيزي'' قائد التغيير. ولم يهمل الروائي فيلالي استثمار التكنولوجيا الحديثة في التغيير، في استعارة ضمنية بنشوء علاقة حب عبر الإنترنت بين لؤي وياسمين التي تعبر عن الجانب الآخر من عنوان الرواية وهي التي تحيل إلى مستقبل الحياة، عكس وعد التي ترمز للجيل الخائب، الذي أحبطته الإيديولوجيات، فانتحى على هامش الحياة، و''لؤي'' هو دليل التغيير لجيل الشباب كان قد وصل إلى لحظة الانفجار، فكانت الثورة. ويرى الروائي فيلالي أن الحكم على تحقيق الديمقراطية لا يمكن أن يتم في سنة أو اثنتين، لأن ''الديمقراطية لا تتحقق في سنة أو سنتين هذا مشوار طويل جدا''، والتطلع للمستقبل تبعا لهذه الظروف، ويكون عادة ممزوجا بالتفاؤل والكثير من الخوف، يحتم على الشعوب مزيدا من الصبر لمعرفة ما سيأتي به القادم.