ذكرت وزيرة الثقافة خليدة تومي، خلال كلمة افتتاح الملتقى الدولي حول ''فرانز فانون اليوم''، الذي انطلقت فعالياته أول أمس، بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، أن العالم في الفترة الراهنة بحاجة ماسة إلى فكر صاحب ''المعذبون في الأرض''، وأوضحت بأن التجاوزات الحاصلة في عالم اليوم، تجعل فكر فانون يكتسي أهمية قصوى. واعتبر أوليفيي فانون، أن والده ينتمي إلى صنف الرجال والمفكرين الذين لا يرضون بأنصاف الحلول، ولا يرضى بتقديم أي تنازلات أو أي خضوع لأي جهة تقوم على الاعتداء والدوس على القيم الإنسانية، موضحا بأن المحافل الثقافية الفرنسية اليوم ترفض الاعتراف بفكر فانون. وتحدث أوليفيي فانون، بكثير من الحنين، عن والده الذي فضل الأرض الجزائرية على مسقط رأسه ''المارتينيك'' التي فضلت الاندماج في المنظومة الاستعمارية وانحرفت عن نهج ''المعذبون في الأرض''. وشهد اليوم الأول من الملتقى تقديم شهادات من قبل فاعلين تاريخيين تعرفوا على فرانز فانون، على غرار الأستاذ لمين بشيشي والدكتور بيار شولي. وبخصوص تأثير فكر فانون على المثقفين العرب، تناول الكاتب المصري يوسف شعبان في محاضرة بعنوان ''كيف تلقيت فانون، وكيف أشعل الثورة والتمرد فينا''، شغف المثقفين المصرين بفكر فانون بدءا من ستينيات القرن العشرين، وبالأخص عقب تشدد النظام، وتراجع الحريات الفردية. يذكر أن اليوم الثاني من أشغال الملتقى تجري فعالياته، اليوم، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، ويلقي كل من شرف الدين شكري وأحمد دلباني ووحيد بن بوعزيز، مداخلات حول ''الهوية الثالثة'' و''المثقف الما بعد كولونيالي'' و''حضور فانون في نقد ما بعد الكولونيالية''.