دعت لويزة حنون، الحكومة ووزارة الخارجية إلى أخذ مسألة مساعي خلط الأوراق في الجزائر، على محمل الجد، على خلفية عزم أطراف خارجية على رأسها الأمريكية، تشكيل ''مجلس انتقالي''. وأوردت الأمينة العامة لحزب العمال، بعضا من تفاصيل حصول الوفد الأمريكي الذي شارك في مؤتمر الطوارئ الدولي ضد التدخل الأجنبي، الذي نظمه حزبها الأيام الثلاثة الماضية، على معلومات تفيد بمساعي، بدأها المجلس الانتقالي الليبي، وعززتها واشنطن، لتشكيل مجلس شبيه في الجزائر لقلب نظام الحكم، وقالت في ندوة صحفية عقدتها أمس، لتقييم المؤتمر رفقة بعض الوفود المشاركة، أن عضو سابق في مجلس الشيوخ الأمريكي، تدعى ''ماكيني سينيجا''، نشرت ملفا، يتضمن وثيقة ل''ويكيليكس''، بها رسالة بعثها عضو في المجلس الانتقالي الليبي، يدعى ''بن خليفة'' إلى هيئة الاستخبارات الأمريكية''، يؤكد فيها بأن مجلس مصطفى عبد الجليل، مستعد لدعم تأسيس مجلس انتقالي في الجزائر، بمساعدة أمريكية. وقاربت حنون، هذا المعطى، بتفاصيل أخرى عن ''بن خليفة'' الذي نقلت عنه الصحيفة الروسية ''لابرافادا''، بأن ''الدور على الجزائر بعد ليبيا''، وتابع المعني ''إن الجزائر في مسار ثوري وأنها دولة مريضة، كما أن الرئيس بوتفليقة رهينة في يد العسكر''. ونقلت حنون عن أعضاء الوفد الأمريكي الذي شارك في المؤتمر، قولهم إنهم سيوجهون مساءلة لحكومة بلدهم بخصوص ما تردد حيال مساعي تأسيس مجلس انتقالي في الجزائر، فور عودتهم. بينما ردت على سؤال ''الخبر'' إن كانت هناك أطراف داخلية تعاطت مع المسعى، بالقول ''أكيد هناك جزائريون، والداعين لذلك لديهم جهات جزائرية خائنة''. وربطت زعيمة ''العمال'' هذه التفاصيل مع تصريحات كان أطلقها وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي، عندما قال بأن ''هناك مواعيد انتخابية في إفريقيا عام 2012، سوف نستعد لها''، وتساءلت حنون إن ''كانت فرنسا تحضر للتدخل في الجزائر؟ بينما أجابت قائلة ''نعم.. لكن الموعد الانتخابي في الجزائر سوف يكون اختبارا حقيقيا، نطالب من خلاله بانفتاح سياسي فعال وانتخابات شفافة لغلق الباب أمام التكالب الأجنبي''. وردت حنون على تصريحات قيادة ''جبهة العدالة والتنمية'' التي قالت إن ''حنون تقود حربا بالوكالة على الإسلاميين''، بالقول إن ''من التقى السفير الفرنسي والسفير الأمريكي هو من لديه توكيل منهم''، واستفهمت ''من أين لي بالتوكيل؟''، فيما عادت إلى سنوات التسعينيات وسألت الجميع ''من كان ضد قمع الإسلاميين؟ طبعا نحن، وفي وقت لم يفعل إسلاميون ذلك''، وكانت المتحدثة تقصد دفاعها عن قيادة الفيس حينها. بينما لم يفعل ذلك ''إخوانهم الإسلاميون''، وشرحت حنون قائلة ''أنا لا أفعل أكثر من أني أرد على جاب الله الذي قال إن الأمريكيين والفرنسيين قالوا له إنهم لا يخافون من صعود الإسلاميين''، وقرأت الأمر على أنه ''طمأنة لجاب الله'' الذي خاطبته قائلة ''انتظروا اعتماد حزبكم ثم عبروا عن طموحاتكم''. وفي تقييمها لمؤتمر الطوارئ الدولي، قالت حنون إنه ''نجح بامتياز''، وتوج بنداء ضد انتهاك سيادة الشعوب، وفي شق منه دعا المشاركون القوى الغربية إلى رفع يدها عن الجزائر وترك الشعب يقرر مصيره لوحده''.