الصبر على بلاء الله والشّكر لنعماء الله والزهد في الدنيا الشاغلة عن الله، من أعظم المنجيات، لما يشتمله من فضائل عظيمة، وحاجة المؤمن إليه في الأحوال كلّها، وما ورد فيه (الصبر) عن الله تعالى وعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الأمر والترغيب، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقرة: 153، وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} البقرة: 155، وقال تعالى لنبيّه عليه الصّلاة والسّلام: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ} النحل: .127 وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن يصبِر يُصَبِّرُهُ الله، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءٌ خيرًا ولا أوسَع من الصّبر'' متفق عليه، وفي الخبر أو الأثر: ''إنّ الإيمان شطران: أحدهما الصّبر والثاني الشكر'' أخرجه الديلمي. فحاجة المؤمن شديدة إلى الصبر عند ورود البلايا من الشّدائد والمصائب، والفاقات والأذيَّات، بأن لا يجزع إذا نزل به شيء منها، بل يطمئن ويتوقّر، ولا يضيق ولا يتضجّر، ولا يشكو إلى الخلق، بل يرجِع إلى الله بخشوعه وخضوعه ودعائه وتضرّعه، ويُحسِن الظنّ بربّه، ويعلَم يقيناً أنّ الله تعالى لم ينزل به ذلك البلاء إلاّ وله فيه خير كثير من رفع الدرجات وزيادة الحسنات وتكفيرُ السَّيِّئات، قال عليه الصّلاة والسّلام: ''ما يُصيب المؤمن من نصَب ولا وَصَب ولا هَمٍّ حتّى الشّوكةُ يُشَاكُها إلاّ كفَّر الله به من سيِّئاته'' متفق عليه.