تتوالى على قريش نعمة السيادة ونعمة العزّة والأمن ونعمة الانتصار على كلّ دخيل جبّار ونعمة ميلاد سيِّد البشر سيّدنا محمّد المبعوث رحمة للعالمين.. ولكن قريشاً كفروا بربِّهم وأشركوا به وعبدوا الأصنام وقطعوا الأرحام وسعوا في الأرض فساداً فكفروا بنبي الله وعبده ورسوله. كان اللائق بهم إخلاص العبادة لله وأن لا يشركوا به شيئاً، وتصديق الرّسول الّذي كانوا هُم أنفسهم يلقّبونه ''بالأمين'' وتعظيمه وتوقيره.. فكذّبوه وقاتلوه فأخرجوه من بين أظهرهم.. ولهذا سلبهم الله تعالى ما كان أنعم به عليهم، وقتل مَن قتل منهم من صناديدهم ببدر، ثمّ صارت الدولة لله ولرسوله وللمؤمنين، ففتح الله على رسوله مكة، وأرغم أنوفهم وأذلّ رقابهم بعد أن عمّهم بالعفو الشّامل اللامشروط لأنّه هو الرّؤوف الرّحيم.. وعن نسبه الشّريف كما جاء بأكثر من تفصيل في موسوعة ''المعرفة''، فهو سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم من نخبة بني هاشم وأشرف العرب بدوا وحضراً وأشرفهم بيتاً، وقد أشار صلوات الله وسلامه عليه إلى ذلك بقوله: ''إنّ الله اصطفى مِن ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى مِن إسماعيل كنانة واصطفى مِن كنانة قريش واصطفى مِن قريش بني هاشم واصطفاني مِن بني هاشم فأنَا خيار مِن خيار مِن خيار''. أخرجه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''بُعِثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتّى كنتُ من القرن الّذي كنتُ فيه'' أخرجه البخاري. وفي حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه وأخرجه الشيخان أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنّ مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثَل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله، إلاّ موضع لبنة من زاوية، فجعل النّاس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعتَ هذه اللّبنة؟ قال: فأنا اللّبنة وأنَا خاتم النّبيّين''.